2016-03-19 الساعة 07:36م
الجيش اليمني هو من يخوض معركة استعادة دولته الآن، ويقتصر دور طائراتنا على إسنادته، وعلى نطاق عملياته فقط، وإن طلبت الحكومة اليمنية منا مواصلة هذا الدعم سنواصل.
بتلك الكلمات أعاد العميد عسيري توصيف عمليات التحالف العربي في اليمن، وهي بالطبع تعني الكثير من الناحية السياسية، فتقديم الجيش اليمني كمسؤول أول عن المعركة، وإعادة تموضع التحالف في دور الاسناد، هو قد يساعد على مواجهة الضغوط الأمريكية لوقف الحرب عند هذه المرحلة وقبل استكمال أهدافها، فهو يحيل قرار الحرب إلى السلطة اليمنية الشرعية أمام محاولة الأمريكان وغيرهم لتأطيرها بين الحوثيين والمملكة وإنهائها بصفقة بين الطرفين.
فتحرك الحوثيين تجاه المفاوضات مع المملكة لا يبدو منفصلا عن الضغوط الأمريكية التي تمارس عليها، مالم يكن بإيعاز من الأمريكين أنفسهم ليتكفلوا هم بالباقي وإجبارها على القبول بصفقة مع الحوثيين بعيدا عن الهدف الرئيس من التحالف والذي هو إنهاء الانقلاب وإعادة السلطة الشرعية للبلاد، فجرأة الحوثيين على الإنقلاب يشير إلى أنهم كانوا منسقين بخصوصه مع الأمريكان، وإصرارهم العجيب على مواصلة الحرب على الرغم من فشله يبدو أنه نتيجية لوعود أمريكية أيضا، بأن يتحملوا أشهر من ضربات المملكة التي وجدت أمريكا أنها مضطرة لمجاراتها قبل أن تعود وتطلب منها وقفها كما يحدث الآن..
فأن يذهب الحوثيون إلى المملكة بأمل مقايضة أمن الحدود مقابل وقف التدخل من جهتها لصالح الشرعية، مسألة لا تبدو منطقية ولا معقولة فتدخل المملكة لم يكن لأجل الحدود فقط، إلا أن هذه الغرابة قد تزول إن علمنا أن هذا الأمر يعكس وجهة النظر الأمريكية أيضا والتي تغري المملكة بضمان تفوقها العسكري، كي لا تقلق من السيطرة الحوثية على اليمن، إذ لطالما قلل الأمريكان من خطورة تلك السيطرة على أمن حلفائهم في المملكة والخليج.
حتى أن أوباما قد وصف رد الفعل الخليجي بالمبالغ فيه تجاه إيران، بل وذهب إلى نصح المملكة بتقبل تشارك النفوذ معها في الشرق الأوسط، وربما من ذلك تقبل أن يذهب حلفائها الحوثيون باليمن، أو ببعضه على الأقل.
من وجهة نظري، لن يكون للدور الأمريكي المتراجع أصلا عن المنطقة مع أوباما أي تاثير على مسار الملف اليمني، وإن كان يذهب لصالح الحوثيين والضغط لأجلهم، الغريب أنه وأمام ما تقوم به أمريكا تأتي التصريحات الداعمة لوجهة نظر التحالف العربي من روسيا التي قال القائم بأعمال سفارتها في صنعاء هذا الأسبوع أن وجهة النظر الروسية متطابقة مع التحالف حول ضرورة إنهاء الإنقلاب وتطبيق القرار ٢٢١٦.