أهم الأخبار
علي الفقيه

علي الفقيه

حشد الهتاف بعد حشد السلاح.. محاولات خايبة

2016-03-26 الساعة 04:44م

في مدينة صنعاء وحدها أكثر من مئة ألف مواطن من شريحة المهمشين، وحولها حزام قبلي يضم أكثر من نصف مليون آخرين مستعدين للهتاف بدوافع تتوزع بين الأمية و الفقر والتعصب المناطقي والمذهبي..

 

 

 ولعفاش آلاف الأتباع ممن استمرأوا العبودية وتعايشوا مع حالة الإذلال والقهر التي مارسها بحقهم عبر وكلائه المحليين في محافظات الوسط والغرب والشمال، ولهذا لا يبدو الحشد مستغرباً وقد أمضى نظام عفاش ثلاثة عقود في ترويض القطعان الحائرة على الهتاف لمن بيده القوة والمال!!

 

 

كما أن الهروب الى حشد الجماهير بعد الفشل في فرض الإنقلاب بقوة السلاح لن يكون له أي أثر، فقد انكشفت سوأة تحالف الإنقلاب محلياً وإقليمياً وليس أمامهم سوى أن يطووا أوراقهم بهدوء ويبحثوا عن منفذ ليتخارجوا من الورطة، ولو يضطروا يحرثوا الحدود بعد تصفيتها من الألغام ويزرعوا مكانها ورود.

 

 

لن يجد عفاش والحوثي نتائج للحشد بعد أن باتت قوات الشرعية على مشارف صنعاء، وبعد أن تم كنس جحافلهم المسلحة من عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة ومارب ويتلقون كل يوم ضربات موجعة في البيضاء وتعز.

 

 

كل ما يمكنهم الخروج به من تلك الحشود هو تحسين شروط التفاوض وتوفير مخرج أكثر أماناً من ورطة الإنقلاب التي ساقهم إليها غرور القوة وأوهام القدرات الخارقة للحليف الطائفي.

 

 

فبعد عام من بدء عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي كرد قوي ومزلزل على تجرؤ طرف يمني على تسليم البلد لإيران العدو التاريخي للمملكة السعودية، لا يمكن للسعودية أن تقبل ببقاء جماعة الحوثي أو عفاش أن يبقوا جزءاً من المشهد القادم دون نزع المخالب التي قد تؤذيهم أو تهدد مصالحهم مستقبلاً.

 

 

سيتاح لعفاش والحوثي منفذ للخروج من الورطة وامتصاص غضب جماهيرهم الذين ساقوا الآلاف منهم إلى المحارق خلال عام كامل وفي مختلف الجبهات، وفي المقابل سيتسابق الحوثي وعفاش على إبداء مظاهر الخضوع وسيقدمون عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين وفي اللقاءات السرية التعهدات بعدم تكرار ما حدث.

 

 

وخلال هذه المغامرة غير المحسوبة أدرك مراهقو الحوثي أن اعتمادهم ومراهنتهم على إيران كلفهم الكثير، وأدركوا خلالها أنها يمكن أن تهرب لهم شحنات سلاح وترسل لهم الخبراء وشحنات مساعدات غذائية منتهية الصلاحية لكنها عند مرحلة معينة وحينما يصبح وقوفها معهم على حساب مصالحها ستدير لهم ظهرها وتعطيهم إشارة بالبحث عن مخرج طوارئ.

 

 

اخطبوا كما شئتم واحشدوا الفقراء والجياع والمتعصبين إلى الساحات كما شئتم فليس أمامكم سوى ما يتاح لكم من منفذ للخروج من ورطة دمرت كل قدراتكم على تهديد أهلكم وجيرانكم.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص