أهم الأخبار
حسن منصور

حسن منصور

شكراً للبيان الحوثي!

2015-02-10 الساعة 07:11م

أعلن الحوثيون في 6 فبراير بيانهم المؤجل (رقم 1) للاستيلاء على السلطة، وأسموه "إعلانا دستوريا"، ويستحق شركاؤنا في الوطن من الحوثيين الشكر على هذه الخطوة لأنها وضعت النقاط على الحروف، ووضعت حدا للحالة الرمادية التي توزعت فيها المسؤولية على الجميع، فيما الصلاحيات والسيطرة في يد مجاميع الحوثي المسلحة.

 

من أبرز إيجابيات إعلان 6 فبراير أنه وضع الحوثيين في مواجهة مباشرة أمام الشعب وبدون غطاء الدولة المحايدة التي مثلتها سياسات الرئيس هادي والأداء الهزيل والبائس للأحزاب السياسية الرئيسية في البلد.

 

إيجابية أخرى للإعلان الحوثي أنه أظهر بصيص أمل في "بقايا وطنية" ما تزال كامنة لدى القوى السياسية التي رفضت الانبطاح الكامل، وإضفاء الشرعية على الانقلابيين.

 

أما الإيجابية الثالثة فتتمثل في إعادة تعريف الدولة اليمنية بعد 6 فبراير، إذ انتقلت من مرحلة "الدولة المحايدة" إلى "الدولة المختطفة" (بفتح الطاء)، أقصد هنا: السلطة التنفيذية، وهو المفهوم الشائع وغير الدقيق لمعنى الدولة، وهو ما يضع القوى الوطنية أمام مرحلة جديدة تستلزم النضال المفتوح والمتعدد لاستعادة الدولة، ولم يعد بالإمكان الحديث عن أطراف متنازعة ودولة محايدة بعد 6 فبراير.

 

أما التوقيت للخطوة الحوثية فيمثل الإيجابية الرابعة، أخذاً في الاعتبار أن إعلان 6 فبراير الحوثي تفصله عن ذكرى الثورة الشبابية خمسة أيام فقط، وكأن الحوثيين بإجرائهم الأخير قد أمدوا شباب 11فبراير بروح جديدة بدت مؤشراتها في الحشود الكبيرة التي شهدتها تعز وصنعاء وإب والحديدة في الأيام الأخيرة .

 

أما الإيجابية الخامسة، فقد كشفت الحوثية عن كل أوراقها بوضوح، أصبح لدينا لجنة ثورية بقيادة محمد علي عبدالكريم الحوثي (أبو أحمد) تدير البلد بشكل فعلي منذ 21 سبتمبر الماضي وبشكل فعلي وعلني منذ 6 فبراير، "أبو أحمد الحوثي" بكل مؤهلاته التي لا يعلمها أحد،لم يعلن عن أعضاء لجنته ولم يجرؤ حتى على قراءة البيان الانقلابي "الإعلان الدستوري"!

 

رجل الميليشيا الذي نصبه إعلان 6 فبراير حاكما لأكثر من 20 مليون يمني، لم يتنازل حتى في الإفصاح عن أعضاء لجنته الثورية، هل خطر في باله سؤال من نوع "هل من حق الشعب أن يعرف من يحكمه؟" حتى لو كان حكما مؤقتا لمدة يوم واحد وليس سنتين كما نص البيان الحوثي.

 

شكرا للبيان الحوثي لأنه كشف الغطاء عن جماعة مسلحة أرادت أن تحتكر السلطة بدون تحمل المسؤولية!

شكرا للبيان الحوثي لأنه سيعيد لليمنيين روح 11 فبراير، وهذا هو الأهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص