2016-04-10 الساعة 08:14م
بعد ساعات قليلة يبدأ سريان وقف إطلاق النار الذي أعلن مبعوث الأمم المتحدة السيد إسماعيل ولد الشيخ التوصل إليه وبعده بأسبوع واحد يتوجه المفاوضون اليمنيون إلى دولة الكويت في محاولة ربما تكون الأخيرة لإعادة العملية السياسية والبدء في الحديث عن الاستحقاقات الوطنية التي تتجاوز المصالح الحزبية والشخصية التي كانت الفتيل المشعل لأعنف وربما أطول حرب أهلية يمنية من حيث المساحات الجغرافية التي شملتها.
قد يكون من المفيد هنا تنشيط الذاكرة بأن الحرب بدأت فعليا باحتلال صنعاء في ٢١ سبتمبر 2014 من قبل العناصر المسلحة التابعة لأنصار الله وتواطؤ قوى سياسية وعسكرية كانت بواعثها مختلفة ومتناقضة وشديدة الذاتية، وليس هذا المقال لتحليلها ولا التعمق في تفاصيلها، ولكن من الضروري القول إن كل الأحداث التي تلتها كانت انعكاسا لموازين القوى وسلبية كافة مكونات العمل السياسي وتداخلت معها المصالح القبلية في المناطق الواقعة شمال صنعاء.
اليمنيون يحدوهم الأمل في أن تتمكن المفاوضات في الكويت من منحهم فسحة لالتقاط أنفاسهم وبدء محاولات الالتفات إلى حياة طبيعية، ورغم إدراكي للمصاعب وانعدام الثقة خاصة بين الطرفين إلا أنه لم يعد هناك من مجال للاستمرار في المعركة الحربية إلى ما لا نهاية ولعل في الهدنة التي نشهدها على الحدود بين المملكة واليمن ما يساهم على البناء عليه.
من التفاصيل التي سيتم بحثها دون شك هو كيفية العودة إلى العملية السياسية وهذا يستوجب الاعتراف بأن أطرافا جديدة قد نشأت خلال العام المنصرم وأغلبها جماعات مسلحة لا تعترف بالعمل السياسي ولا بقواعده، ما يستلزم تعاون المجتمعين في الكويت للبحث في كيفية إدماجها أو مواجهتها.
هناك أيضا قضية شديدة الحساسية وهي مشاركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في الحكومة التي من المفترض إعادة النظر في تركيبتها الحالية، وهي مسألة تحتاج إلى تعامل عقلاني يأخذ في الاعتبار مقتضيات المصلحة الوطنية وكذلك الحقائق على الأرض.
أختم هنا بالحديث عن القضية الجنوبية التي تبعثرت أوراقها بين قادتها وصار الحديث عنها مثيرا للغضب حين يتناوله أي سياسي شمالي بالذات كما لو كان من المحرمات، وهذا ما يعقد الأمور ولا يساهم في حلحلتها، ولقد دعوت منذ وقت مبكر لمنح الجنوب فرصة تقرير المصير وأنا الآن مقتنع أن ليس في الأمر ما يثير الحنق أن أدعو إلى تحقيق ما يرغبون به بعد أن تتفق قياداتهم التي تحاول بعض الشخصيات الجنوبية جمعها حول الوسائل التي تحقق مبتغاهم.
نقلاً عن صحيفة عكاظ