2016-05-13 الساعة 06:19م
استقبل العراقيون الجنود الامريكان بالورود كفاتحين قدموا لتحرير العراق من ديكتاتورية صدام، وخلال أشهر قاتلهم العراقيون كمحتلين.
وأعاد التاريخ نفسه في إعادة الأمل في الصومال أفغانستان.
وقبل ذلك، قاتل اليمنيون الجيش المصري الذي ساندهم في التحرر من كهنوت الإمامة لمجرد ان بعض تصرفات الضباط المصريين اهانت يمنيين على نحو اشعرهم انهم محتلين في بلادهم.
نحن إذن أمام خيط رفيع بين تغيير حكم الشعوب للقادمين إليها كمخلصين في لحظات مزاج شعبية مخيفة..
بعض التصرفات الطائشة تحول الصديق إلى عدو والشقيق إلى شقي والمخلص إلى غاز ومحتل..
ما ذكرني بقصة تحول المخلص إلى محتل هو تصرفات قيادة الامارات في محافظات الجنوب، فما إن تم تحريرها حتى بدأت تتصرف فيها باعتبارها صاحبة السلطة المطلقة، فمن فرض نوع من وضع الرئيس تحت سمع وبصر القيادة الإماراتية في عدن إلى اعتقال وزير الداخلية وقائد المنطقه الرابعة، ومن اعتقال قيادة جمعية الإحسان في حضرموت إلى تهديد قيادات سلفية في عدن، ومن إقصاء كل أطياف العمل السياسي والدعوي في الجنوب الى تمكين فصيل متطرف مرتبط بايران وعلاقته ودية بصالح.
تسلمت الإمارات كل من تم القبض عليهم متلبسين بالاغتيالات وأشهرهم قتلة الشيخ العدني وغيرهم ولم نسمع نتيجة لأي حادثه فيما تسرب أن الإمارات تعبث بالملف الأمني وتحاول استخدامه كورقة ابتزاز ضد من تعتبرهم خصومها.
المفاجأة أن عددا ممن كانوا مطلوبين على القائمة الأمنية يتواجدون مع عوائلهم في الإمارات.
قررت الإمارات ترحيل الشماليين في عدن فلم يجد رئيس الدولة وصاحب الشرعية الذي جاء بالإمارات واحدا من المفسبكين يندد ويستنكر ومثله نائب الرئيس ورئيس الوزراء، ومن يقرأ لانور قرقاش يظنه فاز بالأغلبية المطلقة في انتخابات الرئاسة اليمنية..
الإمارات منعت تشغيل مطار عدن مقابل تشغيل مطار صنعاء بإدارة الانقلاب، ما اضطر الرئيس لزيارة الإمارات لفتح مطار عدن..
عارضت وعطلت الإمارات تحرير تعز او التقدم بعد الحدود الشطرية السابقة.. كل ذلك خدمة لعفاش وتمكين الانقلاب بالتفرد بالشمال ولي ذراع المملكه العربيه السعوديه.
الامارات تقوم بتصفيه كل القوى والجماعات التي ترى فيها خصوما محتلمين قد يعارضوا مشروع الاحتلال الذي بدت معالمه واضحه في عدن وحضرموت وسقطرى.. خطوط الملاحه الدوليه وتجميد انعاش ميناء عدن والارض الواسعه.. احلام اقتصاديه تداعب الخيال الاماراتي في تحويل الامارات الى دولة ذات هيمنه ومنافسه للملكه ولذك بدات بضرب كل القوى والجماعات الذين تربطهم علاقات تحالفيه مع السعوديه..
الإمارات تنسى الخيط الرفيع بين المخلص والمحتل وتمارس سلوكا عدائيا ضد السعودية التي تعتبر اليمن عمقها الحيوي.. الإمارات تستخف باليمنيين في محنتهم وتتذاكى على السعودية اعتمادا على علاقتها المريبة بالغرب.