أهم الأخبار
خلف الداوي

خلف الداوي

الحوثيون و«الاسترخاء» الخليجي

2015-02-16 الساعة 09:26ص

في مقالة بعنوان مبروك للحوثي يشير الكاتب جميل الذيابي في صحيفة الحياة إلى أن الحركة الحوثية تأسست عام 1992 في اليمن وحضرت بقوة في المشهد اليمني عام 2004.

والملفت في التواريخ التي ذكرها الكاتب أن ما بين تأسيس الحركة الحوثية وحضورها على المشهد اليمني قرابة اثني عشر عاما، وما بين حضورها على المشهد عام 2004 والسيطرة على الحكم قبل ايام قرابة احد عشر عاما.

إذن 23 عاما كانت كافية للحركة الحوثية لتحكم اليمن، وهي فترة تقدر بثلثي عمر مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي مضى على «اعلان تأسيسه» 34 عاما وذلك بعد نحو عامين من الثورة الخمينية في ايران.

واذا ما اعترفنا بأن من أهم اسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي عقب الثورة الخمينية في طهران هو الوقوف بوجه أي محاولة لمد ظلال تلك الثورة الى المنطقة، وحمايتها من بسط نفوذ طهران عليها.. فما هي نتائج ذلك الوقوف؟.

النتائج هي ان ايران التي أكلت حربها مع العراق ثماني سنوات من عمرها الجديد نجحت في اختراق الجزيرة العربية التي تأسس مجلس التعاون الخليجي لحمايتها من الاطماع الايرانية.

فاليوم لايكاد يذكر اسم الحوثي الا وترادفه الاحاديث عن الدعم الايراني لهذه الحركة التي ارهبت اليمن، وهددت الحدود السعودية، وتثير اليوم المخاوف لدى مصر بتسلمها زمام السيطرة على مضيق باب المندب ما يمكنها من شل قناة السويس..فمؤسس الحركة نفسه تلقى تعليمه في ايران.

وقبل ذلك كانت ايران نجحت في ابتلاع العراق الذي تكتب اليوم اللافتات في بعض مدنه بالفارسية، ثم نجحت في فرض حالة امنية مستنفرة في اراض خليجية.

اما مجلس التعاون الخليجي الذي يشكل اليمن له عمقا جغرافيا، ورافدا بشريا ضخما بإرثه التاريخي والعروبي، فلم ينجح «الخليجي» حتى في حماية انجازه الوحيد بضم شقي اليمن وحمايته بتحسين الاوضاع المعيشية للمواطن اليمني.

فالمشاريع التنموية الخليجة لليمن كانت تمنح على طريقة الهبات والقروض غير المرجو سدادها لدكتاتور مثل علي عبدالله صالح الذي يتباهى على القنوات الفضائية بأنه يخزن القات.

اثنا عشر عاما بين نشأة الحركة الحوثية وحضورها على المشهد بدعم ايراني، ودول الخليج لم تضع استراتيجية تحمي بها اليمن من الداخل، وتحصنه من أي انزلاق في احضان ايران..فلم توجه رؤوس الاموال للاستثمار في اليمن لخلق بيئة معيشية يخشى عليها المواطن اليمني، فيحفظها بحفظ مدنية الدولة! وعليه لحقت بالاثني عشر عاما مثلها لتجد دول «الخليجي» نفسها محاطة بملالي ايران.

ومؤكد من واقع ما يجري على الارض ان ايران لم تعمل وحدها على خلق هذا الواقع فهي لم تطأ أرضاً لم تمهدها القوى العظمى بشكل او بآخر، ولكن هل يغفر ذلك لدول الخليجي تفاقم الاوضاع من حولها حتى خنقتها؟.

فهل كان لدول الخليجي مشروع تبحث له عن تحالفات واسباب لانجاحه لمواجهة المشروع الايراني؟.

اذن ننتهي من ذلك الى ان اليمن راحت ضحية «الاسترخاء» الخليجي في التعامل مع القضايا المصيرية، والاكتفاء بترديد اغنية انا الخليجي في ديسمبر من كل عام.

– انجاز يتيم

لا نجد الا انجازاً خليجياً يتيماً في اليمن تمثل في ضم المنتخب اليمني الى دورة كأس الخليج وربما ايضا كان مقصودا حتى لا يكون احد منهم في المركز الاخير، لتحقيق مزيد من الاسترخاء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص