2016-09-20 الساعة 02:29ص
كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة أهم محطات ومراحل النضال الوطني وما تزال وستظل طويلا ابرز انجازات اليمنيين لأنها استعادت اليمن كدولة وشعب وكيان ظل مغيبا ومفقودا لقرون، وأعادت فكرة ومسمى الدولة الوطنية إلى الواقع والاذهان.
ثورة سبتمبر المجيدة التي هدت نظام الإمامة في الشمال كانت حلم اليمانيين جميعا ولم تكن شأنا شماليا أو مناطقيا او فئويا.
في جنوب البلاد على سبيل المثال، المخاضات التي انبثقت عنها ثورة سبتمبر تشكلت اغلب ملامحها في عدن التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، وحين ولد الفجر كانت طلائع ابناء الجنوب في مقدمة صفوف ابطال الجمهورية التي ولدت في صنعاء قيادة وجنودا.
ولذا كان الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي وزيرا في حكومة الثورة في صنعاء ومستشارا للرئيس السلال وهو ذاته بعد خمسة أعوام كان رئيسا للجمهورية التي احتضنتها عدن بعد الاستقلال.
ومن الواضح ان ثورة اكتوبر الظافرة انفجرت في جبال ردفان بعد عام من ثورة سبتمبر وتحديدا اثر وصول بطل اكتوبر راجح بن غالب لبوزة من جبال المحابشة في اقصى الشمال قائدا وزعيما لثورة الجنوب بعد ان ادى مهمته في الشمال على أتم وجه.
وبالنظر إلى أهداف الثورة اليمنية الستة التي أعلنت في سبتمبر 62 فقد كانت ذاتها الاهداف التي أتخذها ثوار اكتوبر لثورتهم التي استمرت مشتعلة ومتوهجة طيلة 4 سنوات، انتهت برحيل اخر جنود المملكة التي لا تغرب عنها الشمس في نهاية نوفمبر 67م.
وبمراجعة ما كتبه الزعيم اليساري المعروف عبدالله عبدالرزاق باذيب في العيد الأول لثورة سبتمبر في عدن حول المناسبة يمكن اكتشاف ما مثلته الجنوب وعدن بالذات للجمهورية والحركة الوطنية اليمنية من زخم هادر لا يمكن نكرانه او تجاوزه أو انتقاصه.