أهم الأخبار
عبده سالم

عبده سالم

في ذكرى قيام الجمهورية في اليمن وتأسيس المملكة السعودية

2016-09-26 الساعة 06:24م

عبر  التاريخ كان الغرب يغزون منطقة شبه الجزيرة العربية من الشمال عبر البحر المتوسط مروراً بأرض الرومان في البتراء.

 

 

وكان الشرق يغزونها عبر بحر الأحباش ( البحر الاحمر ) من  الجنوب وبحر العرب من الجنوب الشرقي..

 

في زمن الحرب الباردة وهبوب عاصفة الثورة البلشفية القادمة من الشرق ارسا الملك فيصل والقاضي الإرياني رحمهما الله معادلة سيادية إقليمية راسخة ( أمنية - سياسية ) في جنوب الجزيرة العربية وبشراكة شعبية يمنية سعودية خالصة.. كون اليمن تمثل الخط الفاصل بين المد الثوري البلشفي الشرقي القادم من الروس عبر بحر ي العرب والأحمر وبين الاراضي المقدسة، في وسط الجزيرة العربية.. وهي المعادلة الأمنية التي أجهضت خطة الرئيس الروسي بريجنيف لغزو جزيرة العرب.

 

 

 

وعلى إثرها انهارت كل جبهات اليسار الثوري في جنوب المنطقة وشرقها وغربها، ابتداءاً بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والجبل الاخضر وصولاً إلى الجبهة الوطنية الثورية لإسقاط صنعاء، وانتهاءاً بسقوط نظام الدرك الشيوعي في أديس أبابا بقيادة الجنرال الأمهاري منجستو.

 

 

 

ظلت هذه المعادلة الأمنية السيادية ثابتة وراسخة وتؤتي أكلها وثمارها،  وظل الأمير سلطان بن عبد العزيز طيب الله ثراه يرعى هذه المعادلة ويتعهدها من خلال مجلس التنسيق اليمني السعودي .. وفي عهده رحمه الله ترسخت هذه المعادلة الأمنية كمعادلة شاملة رسمية وشعبية للبلدين.. حتى غدت أهم ركيزة من ركائز منظومة الأمن الأقليمي في المنطقة.

 

 

 

استمر الوضع الأمني في المنطقة  بهذه الفاعلية حتى ترسيم الحدود بين البلدين.. حينها بدأ الرئيس صالح الذي كان يحمل روحاً عدائية للأمير سلطان ينهش في جسم هذه المعادلة الأمنية ويحرض عليها، كون هذه المعادلة ليست سوى معادلة خاصة بالامير سلطان، وأشقائه فقط ( السديريون )،  حسب ما كنا نسمع حينها في صنعاء.

 

 

 

لا أريد أن أسترسل في هذا الأمر أكثر، المهم استمر صالح في الضرب على هذه المعادلة الأمنية السيادية حتى أضعفها، وحتى انهارت كلياً بعد  ذلك، وما انهيار صنعاء وسقوطها مؤخراً بأيدي الحوثيين ودخول الغزو الشرقي الجديد القادم من إيران إلا نتاج لموت هذه المعادلة الأمنية التاريخية وتحللها تماما، وقيام معادلة أمنية إقليمية إيرانية جديدة على أنقاضها.

 

 

 

جاءت عاصفة الحزم بقيادة الملك سلمان وقد انهارت هذه المعادلة الأمنية التي نشأت في زمن الحرب الباردة كلياً، وهو ما عقد بعض مسارات الحرب وأداءات عاصفة الحزم، وضاعف من التضحيات لليمنيين والأشقاء معاً.. ومع ذلك يتم حالياً تجاوز العقبات.. عقبة بعد أخرى على طريق تحقيق النصر الشامل وإعادة الاعتبار للمعادلة الأمنية التاربخية، وصوغ جديد لمنظومة الأمن الإقليمي في المنطقة.

 

 

 

الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه في هذا الوضع  أن الجهد العسكري المبذول حالياً هو جهد سعودي في معظمه، ولكن بدون عمل أمني وسياسي مصاحب.. وهناك مشاريع أمنية إقليمية تتشكل الآن على أنقاض هذا الجهد العسكري السعودي، والمتعارف عليه أن الأعمال العسكرية تنتهي بكل آثارها وينتهي أصحابها إن لم يوجد عمل أمني سياسي إقليمي مؤسسي يملأ الحالات التي كانت تملؤها الأعمال العسكرية والمسرح العملياتي، باعتباره الوريث الشرعي للفعل العسكري والراعي المستقبلي لنتائج النصر على مستوى الأرض والإنسان.

 

 

 

اليوم الوطني لقيام الجمهورية في اليمن، واليوم الوطني لتاسيس المملكة العربية السعودية، مناسبة للتذكير بهذه الحقائق التاريخية.. من أجل تأكيد العهد على إعادة صوغ المعادلة السيادية (السعودية - اليمنية) بالشكل الذي يأمِّن الجدار.

 

 

 

الجدار الذي انبرى الملك سلمان والرئيس هادي  وتداعى الشعب اليمني والسعودي لتجذيره من جديد بشراكة مستدامة.

 

 

 

أطيب التهاني لكل إخواني اليمنيين ولأشقائنا في المملكة في هذين اليومين  الوطنيين  الخالدين.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص