2016-10-04 الساعة 01:55م
وأنت تحاولُ قياسَ منسوبِ إيمانِك، سلْ عن مدَى إحساسِك بالناسِ كي ترى كم أنتَ مؤمنٌ, ؟انْظُر كَم أنتَ محب لسواك.؟. إيمانُك بالله لا مُعولَ عليهِ مالم يُثمِر إيماناً واعترافاً بمن حولك.. مالم يُورِق حُباً لمن حولك جيرانِك وأهلِك والناسِ أجمعين. الإيمانُ إحساسٌ غامرٌ بالوجود , لا يستقيمُ مع بلادَةِ الحسّ وغِلظَةِ الطبع..الإيمانُ لطفٌ ورهافَة, يُجافى الكثافَةَ والقساوةِ.. لا إيمانَ لمن يعيشُ وحدَه, لا إيمانَ لمن لا يرى غيرَ نفسِهِ, لا إيمانَ لمن لا يُحبُّ الآخرين.. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّه لنفسه"..هكذا حباٌ بالسوية يُجافي الأثَرَةَ والأنانيةَ وحُبَّ الذاتِ.الإيمانُ حبٌ ومشاعرُ فياضةٌ وتعبيرٌ عن الإنسانيةِالخالصةِ. وفي ذاتِ السّيَاقِ ينفى المصطفى صلى الله عليه وسلم الإيمانَ عمَّن يبيتُ شبعاناً وجارُهُ جائع.. وذلك لكونِ الإيمانِ حالةُ شَبَعٍ روحيّ يصعدُ من الإحساسِ بالآخر ويُضاعِفُ اليَقَظَةَ الوِجدانِيةَ تِجَاهَ المُحيط..الإيمانُ هنا شُعُورٌ حادٌ يتجاوزُ الجُدران والأبوابَ المغلقة..يتحسَّسُ الروحَ التي في الجوار. الإيمانُ حالةُ جُوعٍ حقيقية للحُبّ, وتعبيرٌ صادقٌ وجياش عن التفاعلُ والإنفعال , وعن واحديَّةِ الروحِ والجسدِ المسلم. الإيمانُ حالةٌ عامةٌ يتحققُ فيها خلاصُ الفردِ من خِلالِ أخيه الإنسان .. دينُنا تعاليمُ أخوَّةٍ، ودُرُوسُ محبةٍ، وخيرٌ لكل الناس.