2016-10-10 الساعة 02:27م
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 توفي «حكيم اليمن» د. عبد الكريم الإرياني، من رموز حزب المؤتمر الحاكم، ولكنه كان يختلف تمامًا عن سياسات وسلوكيات علي عبد الله صالح، وكان يميل لصالح الشرعية والعاصفة، بأسلوبه المهذب.
عقد له مجلس العزاء بنفس القاعة التي فجرت قبل يومين، في هجوم «إرهابي». حضر علي عبد الله صالح، وأركانه ورجال أسرته، مجلس عزاء الإرياني، بنفس القاعة، أمام الملأ، وطائرات التحالف كانت تهمين على أجواء صنعاء، وما زالت، ولم يكن «التذمر المصنوع» باديًا كما نراه اليوم من الأمم المتحدة ومؤسساتها ومن خلفها، ومع ذلك كله، حضر صالح، وعزّى، ومكث كثيرًا، ثم انصرف مع حاشيته، لم يمسسه سوء.
هذه واحدة، والثانية، كان علي عبد الله صالح، يخطب، وما زال، في ميادين صنعاء، أمام الجمهور، وطائرات التحالف تشق السماء فوق الجموع، وتعلم بوجود الصيد الثمين، صالح، لم تمسسه بسوء، ولا جمهوره.
الثالثة، كان اليوم التالي، لتفجير مجلس عزاء آل الرويشان، بصنعاء، هو اليوم الموعود، لتظاهرات حاشدة بعنوان «أنا نازل» لإطلاق انتفاضة شعبية بصنعاء ضد الانقلابيين، هل هذه صدفة؟
الرابعة، كل من وصل لنا خبر مقتله، حتى الآن، بجريمة مجلس عزاء الرويشان، هم من الرموز «المؤتمرية»، لهم وزن سياسي واجتماعي، مختلف عن الوزن الحوثي «الإمامي» المتخيمن، وهم وزير الداخلية جلال الرويشان، وزير داخلية الانقلاب، وعبد القادر هلال، أمين صنعاء المقرب من صالح، فهل هي تصفية داخلية للتفرد بالمشهد من قبل الحوثي؟
الخامسة، أصيب بالعزاء، خالد الرويشان، وهو ابن عم جلال، يقيم في صنعاء، ويكتب بضراوة ضد الحوثيين، وآل الرويشان، هم من رموز قبيلة خولان صنعاء، أو خولان «الطيال» كما تعرف، والمتابعون يعلمون أنه ثمة اتصالات نشطة بين جنرال اليمن القوي، الذي نزل الميدان مؤخرًا، علي محسن الأحمر، وتجاوب خولان صنعاء، معه، بعد نجاحات مأرب وصرواح، مما يعني «عمليًا» تحرير صنعاء، فهل هذه الجريمة، التي «جرحت» خولان صنعاء، الهدف منها ردع هذه الكتلة الفارقة بمعركة صنعاء؟
أسئلة يجب التفكير فيها جيدًا، ويبقى بعد ذلك احتمال واقعي أيضًا، يجب أن نتأمله، وهو أن تكون «القاعدة» أو «داعش»، لا فرق، خلف جريمة عزاء آل الرويشان. احتمال وارد.
لكن في الحالتين، بحق الله، ما هي مصلحة التحالف، بهذا التوقيت، من ضرب مدنيين في مجلس عزاء؟! لِمَ لمْ يفعلها من قبل، وفي نفس القاعة، والهدف كان أكبر، وهو صالح؟!
هناك من يريد رشّ الإرجاف في حملة الحزم، أو حولها، بلسان عربي، أو أعجمي.
نقلا عن الشرق الاوس