2016-10-15 الساعة 11:59م
عن ذلك البلد الذي يتدحرج نحو الهاوية كل يوم منذ الإقدام على ارتكاب أكبر عملية سطو في التاريخ والإجهاز على أحلام الملايين وطموحاتهم المشروعة التي تلاشت بفعل انقلاب دموي بشع عرض حياة الشعب اليمني للقتل والتشريد والهلع والخوف، وفتح الباب على مصراعيه لحرب أحرقت الأخضر واليابس، وقدم المبررات للتدخل العسكري للعرب، ورسم خارطة الجمهورية على شكل تعزية أو قصيدة رثاء؛ تلبية لأهداف تخدم قوى متعددة ليس من بينها اليمن..
لقد عملت القوى الوطنية كل ما بوسعها لتجنيب اليمن هذا الوجع وقدمت تنازلات حد السذاجة وهي تدرك أنها تلف على رقبتها الحبل طمعا في لملمة الجرح وتسكين الألم وأملا في الانصياع لصوت العقل، ولكن ذلك لم يكن..
عامان مرا من عمر الجنون والعبث الملغم بالموت..
عامان تصدر الموت المشهد وتفوهت المدافع وملأ الفضاء ضجيج الطائرات وانتفخت كروش الانقلابيين وخسر الوطن كل شيء.
حرب طاحنة وقودها الوهم والسفه خلفت وطنا مستباحا وأرضا كلها صالة محترقة أو خيمة عزاء متناثرة وحياة بطعم قذائف الهاون، ومستقبلا يتجه نحو النفق المرعب.
لا أدري هل نسج العنكبوت خيطا كي نتشبث به، وهل يمتلك الانقلابيون قدرا من الشجاعة كما امتلكها التحالف معترفا بالخطأ ويعترفون أنهم الخطيئة ذاتها التي شيدت في مدننا ألف خيمة عزاء ومليون غصة..
قولوها بكل شجاعة وأعلنوا قبولكم بقرارات الشرعية الدولية ونتائج مؤتمر الحوار، وبادروا إلى سحب مقاتليكم من جبهات القتال وارفضوا إملاءات إيران.. عل ذلك يخفف من هول القادم الملبد بالشر ..
ماذا ستضيفون وقد كان القتل والقهر والجوع والمرض في صدارة منجزاتكم.. لن تكسبوا شيئا وسيعود التحالف العربي إلى أدراجه،بينما ستعودون بكل مواقف الخيبات..وسيستمر اليمن في دوامة العنف ؛ فأميركا التي تتحرشون بها لم تدخل بعد وسفنها عرض البحر تطفح بالموت وإيران تستجمع قواها وروسيا ستشهد الزفة ..
لاحل إلا بإنهاء الانقلاب وتمكين سلطات الدولة من القيام بواجبها..ومن يرفض ذلك فسيحمله الشعب والتاريخ والأجيال القادمة المسئولية الكاملة عن كل قطرة دم سالت وستسيل مستقبلا..