2017-01-24 الساعة 04:29م
حين ترون "برميل الضغائن" يطفح قيحاً وصديداً فما ذلك إلا جزء مما يخرج من جوف سيده صالح..
يشتد الخناق على صالح فيبدأ بتحريك أدواته بصورة ملحوظة، يدبج الكتبة التابعون له مقالات طويلة للتخوين والتشكيك في كل القوى التي فضحت صالح، وأسقطت الأقنعة التي كان يتدثر بها، وأخرجت للشعب اليمني وجهه الحقيقي كعكفي يعمل لمشروع الإمامة.
صالح لم يكن جمهورياً والكتبة الذين ظلوا يطوفون حول عرشه لم يكونوا يوماً يحملون أياً من القيم التي يؤمن بها كل أحرار العالم..
كانوا فقط يؤمنون بصالح وعائلته وخزينته، استمرأوا العبودية كي يعيشوا، تغيرت مواقعهم وحاولوا ارتداء أقنعة جديدة لكنها لا تقوى على احتمال درجة حرارة عالية، فسرعان ما تذوب ويظهرون على حقيقتهم عندما يخنق صالح وتشتد حرارة النيران.
يمكن للقارئ الحصيف المتابع أن يدرك كيف تنتفض جيوب صالح المغروسة في جسد الشرعية عندما يشتد عليه الخناق ويمكن لكل من لا يزال لديه سمع أن يسمع ضجيج حفلات التخوين التي يدشنها وكلاء صالح في صف الشرعية كلما تقدمت قوات الجيش الوطني والتحالف العربي نحو منطقة جديدة أو طهرت مدينة من أوحالهم.
يعملون بجهد من لا يكل لأنهم يؤمنون أن الأب الشرعي الوحيد للزيف والكذب هو صالح، ويقدمون الافتراءات في قالب معلومات ليطعنوا في قطاع واسع من اليمنيين الأحرار الذين يسكبون دماءهم في الجبهات دفاعاً عن وطن يغتاله المشروع الفارسي.
يتنقلون على الموائد، يبتذلون، ويبذلون ما في وسعهم وما ليس في وسعهم من أجل اصطياد القرارات، وحين يعودون إلى شققهم يمتشق أحدهم قلمه ويكتب أن القيادي الإصلاحي قحطان جلس أمام صالح وقال له سنولي نجلك رئيساً مقابل أن تحمي العاصمة من نفسك!!
يسوق القصة على طريقة مقاله القديم الذي حكى فيه أنه رأي في المنام أنه طقم وعفاش يسوقه وأحمد ممسك بالرشاش على ظهره، بلغة سوقية هابطة تنم عن طبل لا يستحي من حياكة الأكاذيب.. بل ويذكر في سياق فريته عن موقف نسبه للقائد قحطان أن هذه القصة حدثت بينما كان في السجن في ذمار على قضية احتيال تحولت بفعل التضامن إلى قضية رأي وهذا ليس مهماً.. بل المهم أنه حبك قصة من فصول عدة ولم يتبق إلا أن يقول إنه خرج من السجن فقط ليشهد على هذا الموقف وعاد إلى سجنه. بينما نسي أن يتذكر الموقف البطولي للقيادي الإصلاحي الشهيد حسن اليعري رفض أن يغادر السجن إلا بإطلاق سام الغباري.
وحين نسج الفرية غاب عن باله أن الرجل العظيم قحطان، الذي يدفع اليوم ثمن موقفه الثابت والراسخ، يعرفه الجميع ويعرف أن صالح لا يطيقه تحديداً، كما أن قحطان يعلم حينها أن عفاش قد فتح أبواب العاصمة للقطاء من رجال العصابات وشذاذ الآفاق، بعد أن تحول إلى كتلة حقد شيطانية.
يسوق الأكاذيب مستعيراً لها أغلفة براقة، ضغينة وضيقاً بثورة فبراير وجيلها ووعيها ويتذكر بحسرة أنه كان يومها منشغلاً بتوزيع دجاج الزعيم على الأوباش الذين كانوا يرفعون صوره ويعتدون على مظاهرات شباب ثورة فبراير.. لم يكن هناك حظ للأوباش من أمثالك أيها البرميل المتورم أن ينالوا شرف المشاركة في صناعة فجر فبراير العظيم.
فبراير كانت وعياً متدفقاً جعل حتى أمثالك يستيقظون من غبائهم ويشعرون بالحقد على كل من شارك فيها لأنها أسقطت منظومة التوريث ولم تسقط الدولة، كشفت وعرت منظومة الفساد والتدمير التي بناها صالح وعائلته.. أذابت القناع عن مولاك صالح وأخرجته عارياً، لا أسمال تستره، ليراه الشعب على حقيقته شيطاناً تمثل لهم على صورة إنسان فمسخه الله عكفياً يعمل في فوج المداني.
يكتب سام الغباري بلغة قذرة ويحاول أن يحشر في صفه اللواء المقدشي وجباري "اصحاب البلاد" ليتاجر بهم في معركة الانتفاع التي يخوضها ويقدح في التضحيات التي يقدمها آلاف الشباب اليمنيين في جبهات القتال ويروون جبال اليمن بدمائهم حتى تتطهر من الرجس الذي اعتراها طيلة الفترة التي اغتال فيها صالح اليمن.
وفي كل مقال يكتبه عندما تشتد المعارك ويشعر أن مشروع سيده سقط إلى الأبد، يعرض بالناشطة اليمنية توكل كرمان التي قدمت اليمن للعالم، وتعمل جهدها لمسح الصورة التي كرسها صالح عن اليمن وقدمه باعتباره وكراً وملاذاً للإرهاب، فقدمته توكل مقروناً باسم السلام، وكرس مولاك صالح الصورة عن اليمن كواحدة من البلدان التي تقبع في ذيل قائمة الجهل والتخلف فخرجت توكل للعالم لتعبر لهم عن جيل يمني جديد يحلم بأن يعيش كما يعيش العالم، وظل اليمن في عهد صالح من أعلى الدول في نسبة الفساد بينما خرجت فبراير ووجهها المشرق توكل كرمان لتقول للعالم أننا كنسنا جرذان الفساد ليتنفس الشعب اليمني الصعداء ويضع قدمه على بداية السلم للصعود ليرى النور.
لم يقف الكاتب عند حد مهاجمة توكل كرمان وتصويرها كعدو للشرعية وللرئيس هادي، بل ذهب إلى التعريض بالمقاوم البطل الشيخ الحسن أبكر الذي تعرفه اليمن كلها رجلاً حراً خرج ضد صالح وضد الحوثي وضحى بأغلى ما لديه "نجليه" دفعة واحدة قرابين لاستعادة الوطن، ثم مضى يدعم التهمة التي وجهتها له الخزانة الأمريكية ويتساءل "لماذا لم تتهمني الخزانة الأمريكية أنا بالإرهاب"؟ وهو يدرك الإجابة مسبقاً فكيف يمكن أن يهتم الأمريكان أو غيرهم لشخص كل همه أن يحصل على وجبة دسمة وبردقان وقات وأقصى حلم له أن يكون شاصاً يمتطيه أحمد.
يستعمل الكاتب الطاقة المهولة لديه من الخسة والدناءة والفجور في الخصومة ليحشد شخصيات محلية وأطراف إقليمية ويقدمهم أعداءاً لأحلام اليمنيين في التحرر والإنعتاق وهو بذلك يواصل مهمة صالح واللوبيات الهاشمية "وكلاء إيران" التي عملت تحت مظلته، في تعميق مشاعر الكراهية بين الشعب اليمني ودول وشعوب الخليج وتصويرهم كأعداء يتربصون بنا ويحولون دون استخراج ثرواتنا لنبقى عمالاً معهم تكريساً للمقولة المكذوبة المنسوبة إلى الملك سعود "خيركم في شر اليمن".
يقول لن يقبل بكم الإماراتيون ولن تقبل بكم مصر وهو بذلك يعلن عن أمنياته وأشواقه التي يطير فرحاً كلما انتعشت في داخله بأن الإقليم لن يقبل إلا بصالح وعائلته، ويحن ليعود إلى وضعه الطبيعي شاص يقوده صالح ويعتليه أحمد.
أيها البرميل المتعفن من كثرة الإرتزاق هون على نفسك فصالح أصبح من الماضي ومشروعه الذي قدم اليمن لإيران على طبق من ذهب أصبح من الخطايا التي يكفر عنها الآن كل من شارك في إسنادها يوماً واحداً، ولا يمكن لمغفل أن يعيد التجربة بأدوات باتت صدئة سامة.
لم يعد أي جهد قادراً على أن يعيق اليمنيين أن يمضوا في مشروعهم للتخلص من الإمامة وجراثيمها "صالح وشقاته" التي تحاول كل مرة الظهور بعنوان جديد ولا شيء يمكن أن يبذلوه أكثر من دمائهم الطاهرة التي يروون بها تربة اليمن في كل جبل ووادي، لتعود اليمن حضناً دافئاً لكل أبنائها، ولتستعيد اليمن كدولة وضعها كلبنة صالحة في الجسد العربي.
تحية لكل الأشقاء العرب الذين هبوا لإنقاذ اليمن من هذا السرطان الخبيث وتحية لكل قادة وأفراد الجيش الوطني وإخوانهم من أفراد المقاومة الشعبية الذين جعلونا نشعر يقيناً أن الفجر قادم لا محالة.
سنمضي ومعنا كل إخواننا العرب لاستعادة اليمن من قبضة المشروع الفارسي ولن يلفتنا الضجيج الذي تحدثه الطبول الفارغة عن مهمتنا، كما سنمضي وكلنا ثقة أن مصلحة أشقائنا في الخليج والمنطقة العربية لا تتقاطع مع مصلحة كل اليمنيين في أن يكون اليمن دولة آمنة مستقرة منتعشة اقتصادياً ومندمجة مع محذطها العربي وحافظة لمصالحه.
*المصدر اونلاين