2017-04-29 الساعة 01:24م
جاء تحذير جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي من الهجوم على الحديدة كما أسماه وفقا للتصريحات الصحفية التي نقلت على لسانه في المؤتمر الدولي لدعم اليمن الذي عقد في جنيف الأسبوع الجاري، بمشاركة أكثر من 50 دولة، حرصا من بلاده على الوضع الإنساني في اليمن لا أكثر، طبقا لتصريحاته، لم يتطرق المسؤول الروسي لمسألة الدعم الأميركي والسماح للتحالف بدعم الجيش الوطني اليمني لاستعادة هذه المحافظة.
يدرك الروس أن الأمريكان لن يتدخلوا بشكل مباشر، التدخل سيكون عن طريق الدعم لقوات التحالف والجيش الوطني، والدعم اللوجستي.
يعلم الروس جيدا أن المليشيات الحوثية الإرهابية تهدد سلامة خطوط الملاحة الدولية، وتهدد الإقليم، واليمن والخليج واليمن والقرن الأفريقي، ولا يختلف اثنان على أن المليشيات الإرهابية الحوثية التابعة لإيران باتت تشكل خطرا على استقرار المنطقة، ولا توجد قوى دولية تريد بقاء التهديدات الإرهابية التي ستؤثر على الجميع.
ترتبط روسيا بتاريخ من العلاقات الطيبة مع اليمن منذ الستينات في القرن الماضي، حيث دعم السوفييت الثورة اليمنية، وارتبطت موسكو بعلاقات مميزة بالدولة والسلطات اليمنية في صنعاء وعدن، واليوم مازالت العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام والتعاون وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وإرساء الاستقرار في اليمن.
على المجتمع الدولي دعم الاستقرار في اليمن، وفتح الطريق أمام المساعدات العسكرية لدعم الشرعية والجيش الوطني، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
اليمن بموقعها وسكانها واستقرارها تمثل توازنا مهما لابد منه لاستقرار خطوط الملاحة الدولية، وبدون استقرار اليمن لن ينعم أحد بالاستقرار في الخليج والقرن الأفريقي، وهذه المعادلة يجب أن توضع في حسبان الساسة.
تحرير الحديدة وإكمال تحرير الساحل الغربي سيمكن الشرعية من فرض السيطرة على البلد وإعادة ترتيب الأولويات، لذا على الشرعية انتهاز الفرصة للتخلص من الانقلاب ورموزه وإعادة الاستقرار لجميع محافظات البلاد.
بتحرير الحديدة ستكون الشرعية عمليا قد حاصرت الانقلاب في المناطق الجبلية التي لا أهمية جيوسياسية لها، إلا من باب إعادة هيبة الدولة في كافة الأراضي اليمنية.
قفز مشايخ الحديدة من سفينة المخلوع الغارقة دليل على وعي تلك القيادات بأن صالح صار من مخلفات الماضي، وأن المليشيات الطائفية انتهى دورها الفعلي، يدرك مشايخ الحديدة ووجهائها أن تهامة برمتها وقعت تحت وطأة الاحتلال الهادوي الجارودي لبلادهم منذ 1918، وهاهي الفرصة بين أيديهم لمساعدة أهلهم ومجتمعهم من الاستبداد والاحتلال الطائفي.
خطوات الرئيس هادي محسوبة لأجل ترتيب أوضاع البلد برغم الظروف وظهور الصراعات البينية في بعض المناطق المحررة، ولذا كانت حزمة قراراته الأخيرة بمثابة البلسم الذي يداوي جراح الناس، وفي الحديدة لا يجب أن يسمح من الآن بتكرار حالتي عدن وحضرموت، الحديدة لا تحتمل نيران صديقة فالناس في ضائقة حقيقية وفقر مدقع وجوع وانعدام خدمات، لذا يجب ترتيب وضع ما بعد التحرير من الآن حتى يشعر المواطن هناك بالفرق.