2017-05-04 الساعة 05:32ص
كانت الأماكن مليئة بأصوات المدافع والرصاص، فجئة ومن أوساط هذه الأماكن أجد نفسي مع اثنين من الأحرار في سجن.
نعم سجن بصنعاء، ويكتظ بمئات الأحرار.
لم يأتي بنا سجانٌ.. وانما مشياً على الأقدام أتينا..
في غرفة تبدو متوسطة وجدنا أبطالنا هناك.. تحدث "العزي" رفيقي في الزيارة ومعه أحد المحامين الكبار مع فرسان نضال الكلمة والحرف الذين كانوا يتوسطون مجلسنا.
لا أدري ما الذي جاء "بالعزي" معنا في هذه الليلة التي تبدو بائسة فعلى بعد أمتار تجري اشتباكات عنيفة ونحن في حضرة السجان.
شكا عدد من الصحفيين السجناء أحوالهم، بأصوات خافتة خوفاً من سوط السجان اللعين الذي يقف على بوابة المكان.
جالونان من الماء لا يكفينا كاربعة عشر مختطفاً.. هذا كلام أحد الزملاء "للعزي" الذي جاء لهم بجالونين ماء.!
لا أعرف القصد من الجالونين ولا لماذا طالب الزملاء بزيادتهم، لكنني أدرك أنه ربما واجبنا جميعا وفي مقدمتهم "العزي" زيادة جالون آخر فهذا مطلبهم الوحيد الذي تحدثون به الينا.
لم استمتع بالحديث طويلاً فالسجان كعادته كان مستعجلا على الزوار، فغادرنا المكان.
أثناء خروجنا التقينا بالصحفي بلغيث محمولاً على ناقلة اسعاف وقام المحامي رفيقنا بتقديم اسعافاته الأولية له فاستيقظ.. لا أعرف ما علاقة المحامي بمهنة الطب الا انه في هذه الحالة ربما تكون القضيتين متداخلتين نوع ما.
كانت هذه الزيارة في حلم البارحة عشية احتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة.. ويا لها من صدفة.