2017-05-20 الساعة 05:36م
في ذلك اليوم الذي لم أجد فيه أحدًا من قبيلتي "الحدأ" ينصرني على بغي الهاشميين وظلمهم ، رحلت متخفيًا قبل أن يعيدني المجرمون إلى المعتقل فألقى جزاء الشهيدين العظيمين "عبدالله قابل و يوسف العيزري" ، في ذلك اليوم الذي اختطفت فيه وتعرضت للتعذيب والتنكيل كان مشايخ ذمار قاطبة يفكرون في إرضاء مشرف محافظتي القادم من كهوف صعدة ، وكان محافظ ذمار المُقال النتن : حمود عباد يُسهل للحوثيين كل شيء ، ويأمر مدراء المكاتب التنفيذية لإجابة مطالبهم ، وتبسيط إجراءات استيلاءهم على أجهزة الدولة ومعداتها وإهانة الموظفين .
لم يعد الأمر اليوم متعلقًا بي ، أو بسلامتي ، فتلك اللعنة التي حذرنا منها قبل عامين تمددت اليوم حتى وصلت إلى كل شيخ من شيوخ ذمار ، وما لم يتحفزوا لفعل شيء ستأكلهم النار التي ألقونا فيها فرحين مستبشرين ، هذا هو محمد حسين المقدشي المتهم الأول بتهدئة القبائل في كل خروقات الحوثيين يلقى جزاءه بعد أيام من نشره لصورة الصريع اللقيط : حسين الحوثي في صفحته ، حاول الظهور بكرامته المجروحة أمام قبائله التي تبسمت لوقوعه في الفخ الذي رسمه لهم إستجابة لنداء الطموح الذي أعماه عن واجبه كشيخ يحترم مكانته وموقعه مع القبيلة وأبناءها ، ففي اليوم الذي اقتحم الحوثيون قرية مرام الواقعة تحت سلطته المشيخية وعاثوا فيها فسادًا وقتلًا وتنكيلًا ، جاءهم "محمد حسين المقدشي" متواطئًا مع الحوثيين عليهم ! ، وفي الوقت الذي أفسح مشايخ عنس الطريق للحوثيين لبلوغ رداع والإعتداء على مشايخ قيفة والسيطرة على أهم الممرات المؤدية إلى البيضاء كان إسم "قناف رشاد المصري" يتردد كأحد المتواطئين معهم ، وفي زيارة محمد علي الحوثي إلى ذمار ، اصطف "قناف" إلى جواره لدعوة أبناء القبائل إلى ميادين القتال ، فماذا جرى بعدها .. اطلقوا الرصاص على وجهه في نقطة عسكرية تابعة لهم ، وقتلوا عددًا من رفاقه ، وحتى اللحظة لا يعرف هو أو غيره من اعتدى عليهم ! .
.. أنظروا كيف تسوء خاتمة الشيخ ، أو الذي يسعى إلى أن يكون شيخًا مثل "قناف" ، أولئك الساعون الذين جندهم علي عبدالله صالح في كبد القبيلة ليكونوا عَصاته وعُصاته ومتنمريه ، وقد جعلهم كبش فداءً لرفاقه من "أنصار الله" الذين يفاخر بهم في كل خطاب ، ولأجلهم ذاق اليمنيون أتعس وأشنع أيامهم على الأطلاق بإنتظار أن يظهر "صالح" الذي لم يجرؤ بعد على الإعتراف أنه لا يستطيع فعل شيء سوى محاولة الإبقاء على راسه سالمًا .
..
سيُنسى "قناف" كما نسي اليمنيون آلاف الضحايا الذين مزقهم الحوثيون الهاشميون بأيديهم ، وسيظهر "صالح" مجددًا للتأكيد أن الهاشمي أغلى عنده من قناف ومن محمد حسين المقدشي ومن كل مشايخ آزال الذين فقدوا عارهم في اليوم الذي تخلوا فيها عن ابناءهم ورجالهم حماية لمكاسبهم وبيوتهم وحصصهم من المال المدنس على دماء الأبرياء .
..
اشعر بالأسى لحال مشايخ عنس الذين حفيت أرجلهم في سد ثغرات الحوثيين وانتهاكاتهم على قبائلهم الفلاحين المستضعفين ، والقول بملء الفم أنهم إخوانهم وأن ما يحدث مجرد "أخطاء" فقط ، ويكررون قولهم "لو يعلم السيد بذلك لا يفعل يوم جن" ، ويرددون ذلك المثل التافه "أنا عدو ابن عمي وعدو من يعاديه" ، وفي الأخير جاءت إليهم كتائب اللقطاء المجهولين لتخترق رصاصاتهم أجسادهم ، ففي اسبوع واحد يُهان ثلاثة مشايخ من عنس ، وقبلها أصيب إثنان من كبار مشايخ الحدأ بطلقات من هاشمي وضيع ، وقبلها كثير كثير في الحدأ وعنس وآنس ووصابين وعتمة ، وفي كل جريمة حوثية يندفع مشايخ عنس للتحكيم وسد ثغرات الحوثيين ، حتى جاءتهم الصاخة الكبرى ، وحدثت الصفعة والطلقة في وجوههم ، ولم يعرفوا القاتل إلا أنه (أبو فراغ) ، وهيهات أن يسلموه إليهم أو يدفعوا به إلى السجن ! ، فأوضع هاشمي وأحقرهم بالنسبة إلى الحوثيين أكبر وأعلى وأعز من أشرف شيخ في اليمن ! .
هذه هي المعادلة الحقيقية التي يفكر فيها الهاشميون الحوثيون ، وإذا استمر مشايخ عنس والحدأ في التفكير بمنطق نأي النفس عن القتال ومواجهة الحوثيين فسيتمنون اليوم الذي يلعقون فيه قدميّ "محمد طه الوشلي" أو "محمد ابراهيم راوية" ولن يصلوا إليهن ، فمكانهم هو اسطبل رصابة حيث تتربى الحمير على النهيق ، ولا سواه .
.. مع احترامي للحمير .
· تذكير : ما يزال الزميل المجاهد : عبدالله المنيفي في سجون الحوثيين منذ عام ونصف بسبب منشور صغير في فيس بوك ، فأين عاركم يا عنس ؟!
دقوهم ..