2017-06-24 الساعة 02:03م
رغم ألمها ووجعها؛ رغم الكوليرا والحرب والتطييف؛ رغم غياب الدولة وإنعدام خدماتها. رغم قسوة القريب وجحود البعيد. رغم نهب خزائنها وسرقة متاعها؛ ومصادرة كلائها وتلويث ماء نبعها. رغم تشويه محياها وإدماء ثغرها وتكبيل قدميها وقص ظفائرها وتشويه وردية خدودها. بالرغم حتى من إسكات غنائها ومحاصرة أُنسها وصخبها وجنونها والتضييق على نواديها وإغلاق منتدياتها، وإطفاء مباخرها وورغم محاولاتهم النيل من سمعتها. رغم دموع أطفالها وآنين نسائها وحسرة شيوخها. رغم ضجيج وقرف خطابات الحوثي وتخبط حبتورها. ورغم خيانة وزير دفاعها. رغم تشويه قِبابها وجدرانها وبواباتها وأزقتها بألوان الموت والتخلف... رغم حصارها وتجييش شبابها وعسكرة أميراتها وترويع نسائها وغزو شوارعها وتلويث طمأنينتها ورغم محاولاتهم لتدنيس قدسيتها وإخراس مآذنها وإسكات صحفها وإزدحام زنازينها، ورغم كبتهم لحريتها ومصادرة سكينتها، ورغم همجية مشرفيها، وبالرغم من حزنها وغياب أبنائها، حتى رغم تغول وتوحش دخلائها.....
هاهي تعانق السماء بشموخ وعزة وكبرياء؛ وتمنح الظل والحب والحنان لكل من سكنها أو لامست قدماه سجادها، وحتى من أدماها وأستحل سكينتها. لم تغلق بابها في وجه بشر. وبالرغم و بالرغم..... هي لا سواها.. لا تعرف المناطقية ولا الطائفية. تقاوم وتقاوم رغم بشاعة الواقع وجور الحاكم وصلف الغازي وتخلف الواصل، هاهي تمنح الحياة لأهلها رغم إنعدام مقوماتها. أسواقها لا تنام وشوارعها لا تهدئ رغم حزنها. تبتسم في وجه القادم وترخي أهدابها لوداع المغادر. رائحة قهوتها في الأفاق.. بل هاهي تفتح مقلتيها لعرض أزياء شبابها وتتأنق وتتزين لتنافس باريس الغرب؛ فقط لإسعاد من أقام بين ثناياها. معشوقتي الغالية. هل عرفتموها؟ ومن لا يعرفها.. إنهاء صنعاء..قبلة الحب و الحنان. إنها اليمن واليمن هي.