2017-08-14 الساعة 11:57م
في عدن حيث انطلاق عملية التحرير، انفلات أمني في مدينة صغيرة، ومليشيات مدججة بأسلحة حديثة تتربص بالبنوك وتتأبط الشر .
شرعية هزيلة؛ لكنها معنية بالقيام بواجباتها في ظل صعوبات جمة، وخصم لم يعد انقلابيا ولا حوثيا أو عفاشيا بل شريكا أساسيا في الحل..
وضع صعب، وحكومة لا تتحكم ولا تحكم، وأمور تتجه نحو المجهول..
هنا كان على المحافظ أن يخرج عن صمته، وكان على رئيس الحكومة أن يتجه نحو الرياض تحت شعار: يا أعدل الناس! آخذا معه أطنانا من الهموم والمحافظ الذي فهم العالم تأوهاته بوضوح.
وصل الرجلان إلى منتجع الشرعية، غريبان يزوران المغترب..ومسئولان في ضيافة الضيوف..وجنازتان في مقبرة جماعية اسمها الشرعية..
جمع غفير من الأسماء الكبيرة، وقيادات شعب منهك حد الهلاك، تقيم هنا في زوايا الفنادق، وأروقة البنايات الفخمة..
لم تتحدث وسائل الإعلام عن تفاصيل كثيرة؛ فكان للخيال مساحة حرة ليقرأ المشهد كما يلي:
- وصل ابن دغر وصاحبه ثاني اثنين، وكان في استقبالهما ثلة من المهاجرين الأوائل الذين استمعوا للرجلين..
- قال أحدهم: ما الذي جاء بكما؟
- قال ابن دغر: ما المسئول أعلم من السائل؟
- بادر المفلحي قائلا:
إن خلية مدججة بالسلاح اعترضت قافلة محملة بالمال، وحالت دون وصولها إلينا.
- خيم الصمت على الجميع؛ فقال وزير تبدو عليه علامات الدهشة:
-كيف لخلية أن تقدم على مثل هذا الفعل وفي عدن 20 ألف رجل أمن، وقوات من التحالف العربي، وأسلحة تملأ البر والبحر، وطائرات حديثة تحلق في الأجواء، وتدفقت تساؤلاته المتتالية حتى سقط مغشيا عليه، وسقط الوزراء، وسقط المحافظون، وسقط الجميع ..ولم يروي أحد منهم السبب أو يذكر تفاصيل المهزلة المخجلة..
- أخذ ابن دغر يجول في مبنى ضخم ومساكن فارهة، وخدمات وكبسات وهمسات..يلوح بيده نحو أقوام بيض الوجوه لا يرى عليهم وجع الحرب، ولا مأساة التشرد..كروشهم منتفخة؛ وثيابهم ناصعة البياض.
- فوكزه المفلحي قائلا:
من هؤلاء ياعبيد؟!
- قال: هؤلاء أصحاب الدثور؛ فازوا بالمناصب والأجور ..يديرون وزاراتهم عن بعد، فلا مليشيات تحاصرهم ولا شعب يسأل عنهم..
رواتبهم منتظمة، وأموالهم مؤمنة، وأسرهم منعمة، تراهم على الشاشات، وفي المنتجعات، وفي قوائم الرحلات، وفي الكشوفات، والمكافآت، والمنح والهبات..
- قال المفلحي: كيف لشرعية أن تنتصر و...و..قاطعه ابن دغر وقال: إنك يا مفلحي متهور ولن تستطيع معي صبرا..
- فتأسف المفلحي، وأقسم أن يكون منصتا فقط.
- فأخذه ابن دغر واتجه به نحو قوم يعملون في مهنة المحافظين، تظهر عليهم النعمة والسمنة..
فأراد أن يسأل عن سر هذه المهنة السهلة فتذكر القسم وصمت..
- أحس ابن دغر بتلهف المفلحي لمعرفة المزيد فقال:
- هنا في ضيافة الأمير يا مفلحي ينعم الجميع بالرخاء..
هنا الوزراء والوكلاء
والمحصول والمكسب
هنا السفراء والشعراء
والكتاب في المكتب.
هنا القنوات والكبسات
هنا الحفلات تترتب
- طرب المفلحي للشعر والقافية وأظهر ارتياحه وظل ابن دغر يعدد الأصناف:
هنا شرعية الشعب
هنا فاتورة الحرب
هنا فيض من الزاد
وألوان من النهب
هنا يا مفلحي رز
هنا الأرزاق من ربي
هنا نصب وتنصيب
وتعيين بلا تعب
هنا شعب بلا وطن
هنا أكذوبة النخب.