2017-09-07 الساعة 07:25م
موقف وطني عام من السيقان المكشوفة البارحة، هذا كان المعلن على اية حال وانه لمن المهم للغاية ادرك كيف تكون النظام الأخلاقي الإنساني وفقا لأمس، ذلك أنه أمس الحفلة كانت مبهجة حقا ولقد كانت الصورة مثالية من وجهة نظر البهجة ، سيقان ونداوة وربطات عنق ، عوضا عن انه لاشك ثمة دولارات ومفاتيح شقق في جيوب الصف الأول على الأقل .
وكأنه لا يمكن لليمني التأنق الكلي بانتشاء أيروتيكي مضمر إلا بوصفه شرعية راحت ترقص اثناء تساقط الشعب قتلا وانعدام رواتب ، بمعنى انه ووفقا للأمس لا يبدو انه بوسع اليمني الرقص الا وهو خائن ، ومن مسرات خائنة كهذه نشأ النظام الأخلاقي الإنساني ، ،
الوفي الملتزم هو الغاضب ايضا ولديه اسبابه الجوهرية المقنعة ، ذلك انه لم يكن بحاجة لأكثر من استحضار وقع كلمة " الهرم" لتحتشد أمامه جملة عروض مرح مكتنزة بالراقصات والترفيه الشعبي في ليالي القاهرة وحيث جلس وزراء شرعيتنا المحظوظين على السفح مثل نماذج شعبية مستنسخة من ابو الهول وقد اشترى لنفسه بدلة جديدة من عمر افندي متخففا لبعض الوقت من ثقل مهمته الصخرية وعبئ تجسيد تاريخ اربعة الاف سنة في وضعية محتشمة مثل كل الايقونات يحتاج البشر للحظة بلا مهابة ولا اكتراث للحظة التاريخية لحظة تندي خصر الراقصة عرقا وعطرا وغواية .
خطر لي من مقر حراستي الاخلاقية الليلية بصنعاء اقتراح رقصة وطنية لا تخلو من بعض العري لدوافع فنية حماسية وامضاء مساء البارحة جالسا في الصف الأول بوصفي كاتبا يتابع عرضا يمنيا للرقص في المنافي .
لم اقل انه كان عليهم اشتراط ان تلبس تلك الفتاة التي صافحوها بانتشاء جائع تاريخي ، اشتراط ان ترتدي بدلة راقصة باليه ، أو ما تبقى من ازياء منى علي ونجاح احمد التزاما بالفلكلور ، لكن ما كان عليهم استخدام نسخة حديثة معدلة من فيفي عبده في عرض قالوا بعد الحفلة وهم يبررون نشوتهم انها كانت لأجل اليمن .
انا لا احب المبالغات الاخلاقية وكثيرا ما يترك الحسد وقد لبس عمامة الواعظ انطباعا مقبضا في نفسي ، ولقد شعرت بالتضامن الانساني مع الصف الاول من من جمهور عرض هو مزيج من بؤس المسرات المسروقة ومزيج المنفى والحظ العاثر والخيانة في لحظة شتات وطنية لا يعود بوسع اليمني غير الموت بإخلاص او الرقص بخيانة، لو كنت مكانتهم لما تعرقت على ذلك النحو ولما حاولت لاحقا اخر الليل وانا بين الهرم والحي العاشر تبرير نفسي ومحاولة التخلص من رائحة ليلة السيقان الباذخة ، لقد تخلينا جميعا عن التحفظ ، وتخطينا مزاج التشدد الوطني بسنوات ، لقد تساقطت ملابسنا تباعا وانكشاف البارحة كان تحصيل حاصل ، وعملية الاستهجان الاخلاقي واسعة النطاق كانت فقط إدانة علنية لعرض عري صارخ هو اشبه بحفلة تكريم ابرز المتفوقين في دورة العري والشتات .
الحساسية الاخلاقية من العري والنشوة بروائح انوثة المساء هي المدانة من قبل مزاج وعظي لم يلتفت قبلها ولو لمرة ان الوزراء قبل ان يلقى القبض عليهم متلبسين بمشاهدة عري الساقين كانو قد تعروا هم في عرض هو مزيج من انحراف التاريخ وفسق الجغرافيا .
كانوا قد استلقوا في بلاط الملك مثل صرح قوارير حسبته بلادهم لجة " فكشفت عن ساقيها " وبالمكافأة التي حصلوا عليها راحوا يرفهون عن انفسهم في سوق الترفيه الرخيص .