أهم الأخبار
هشام الشبيلي

هشام الشبيلي

وداعاً أبــانـا الشهيد

2017-09-16 الساعة 04:45م

صباح أمس السبت،تلقينا ببالغ الأسى والحزن. نبأ استشهاد القائد العميد/علي طاهر البارع ، وهو يقود المعركة في صرواح .ولي مع هذا القائد والاب، والاخ، حكايه أحب ان ارويها لكم.

قبل إنقلاب 21 سبتمبر المشؤوم،كنت أنا ورفيقي محمد علي البارع-نجل الشهيد- ومجموعة من الزملاء في صنعاء ،في إطار التجهيز للسفر الى جزيرة الأحلام (جزيرة سقطرى).

كان رفيقي محمد يعيش تفاصيل يومياته مع أبيه ،فيحكي له بشغف عن رفاقه في الجامعة والسكن ،وعندما حدثه محمد عني ،وعن مشروعنا الإعلامي،الذي تعثر نتيجة الأحداث التي أعقبت إنفلاب 21/ سبتمبر ، حيث سيطر القادمون من الكهوف على مؤسسات الدولة، وتوقفت رحلات الطيران من صنعاء والى سقطرى، ولم يكن لهم ذلك لولا أن المخلوع مكنَّ لهم، في كل المؤسسات،  وسلم لهم الدولة والجمهورية.

كان محمد يحكي لأبيه عنّا،وعن نشاط الفريق، الذي يتحرك كخلية النحل، ولشدة إعجابة بنا، زارنا الى سكننا المتواضع، المكون من غرفتين، مظلمتين، في شارع الرقاص،حينها كان الجميع خارج السكن ،وعندما دخل السكن ، قال لي أنت هشام ؟ قلت: نعم ، ثم أردف قائلاً :من أين تاتي لكم هذه الافكار ؟ وانتم رهن أعتقال هذه الغرفتين؟

كانت تعلو محياه أبتسامة دافئه ممزوجة بنوع من الدهشة، ثم أطلع على مشروعنا، وأشاد بنا كثيراً ،وكان يحدثنا عن الجزر اليمنية، كونه خريج جغرافيا في التسعينات قبل ان يكون ضابطاً في الجيش، حدثنا عن جزيرة ميون، وحنيش ،وكمران، وضرورة ان تتناول وسائل الاعلام،هذه المنافذ البحرية الهامة، وعن جزيرة الأحلام المنسية، التي كانت ومازالت محل أطماع لدول إقليمية ودولية، التي لم يسميها بالأسم يومها، وعن أهمية تناول الاعلام لهذه الجرز وأهميتها وتاريخها ، لأن ذلك سيلفت إنتباه السلطات الرسمية،  ورجال الأعمال،  والمستثمرين، والسّياح، والزوار .

حدثنا كثيراً، عن المعارك التي خاضها ببسالة مع رجاله في محافظة عمران في بداية الجائحة الحوثية، وعن خذلان الجميع للابطال  في  عمران، وحول صنعاء ،حدثنا بمرارة عن الخيانات،وعن قذارة رجال عفاش في الجيش، وخيانتهم للقسم العسكري وللبزة العسكرية، وكيف باعوا شرف الجمهورية.

 

رجل بحجم وطن، كان يمتلك كاريزما فريدة، جمع بين المثقف، والقارئ، والمفكر، والجندي،  والقائد، التقيته مرة واحده في حياتي ، وكأني عشت معه اعوام، كان اب ،وأخ، وصديق، وهو الذي لم ينسى  لقائه بنا، في السكن المتواضع.

وظل بأستمرار يسال عنا، ويبعث بسلامه مع محمد، ويتععهدنا بنصائحه وحبه.

كان أخر ما قاله لنا :قاتلوا من أجل أحلامكم، لاتتخلوا عنها.

 

أه يا أبانا العظيم ، رحلت عنّا اليوم ،ونحن والوطن في أشد أحتياجنا لك ، رحلت بعد أن سطرت أروع الملاحم في النضال، وسقيت تراب الوطن بدمك الطاهر الزكي في شهر سبتمبر المقدس، ورحلت إلى جوار ربك، من نفس المكان والجبهة التي سبقك منها الشهيد الشدادي، وقبله علي  عبدالمغني، عليكم السلام.

نعاهدك يا أبانا أن لا نحيد عن الطريق الذي أفنيت عمرك في سبيله، وبذلت روحك رخيصةً لأجله، وأن نقاتل لأجل أحلامنا والوطن، كما وعدنك ذات مساء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص