يأتي عيدنا الوطني ال 54 لثورة 14 أكتوبر وصنعاء -للاسف- مازالت محتلة من قبل العصابات والمليشيات الانقلابية، وعدن ليست على ما يرام وهذا أقل ما يقال عن وضعها الآن، في عصر الثورات الحية الذي نعيشه اليوم ندرك -كجيل متيقظ- تضحيات شعبنا الكبيرة في سبيل الحرية، وندرك أن الدولة والحرية والعدالة والمساواة لا توهب، وإنما تسعى الشعوب الحية إليها وتقدم التضحيات حتى تنال حريتها واستقلالها وسيادتها ورفاهيتها.
ومع كل ما يدور في وطننا الغالي من أحداث مؤسفة خاصة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن المدينة التي ناضلت وطردت الإستعمار والتي صارت اليوم تئن شوارعها وأحيائها مما يرتكب فيها من حماقات وتصرفات خارج القانون، لا تمت لثورة أكتوبر الحرية والمجد بصلة، نحتاج في هذه المناسبة إلى التوقف جليا عند ثورتنا العظيمة والتي هزت الإستعمار في عموم المنطقة، وانهت خرافة أخر الإمبراطوريات الاستعمارية، من هناك من عدن توالت عمليات الثوار ضد الإنجليز، حتى اجبروا على الموافقة على شروط الثورة ومن ثم الرحيل عن اليمن، حتى حملت العجوز الشمطاء عصاها ورحلت كما أمرها القائد العربي العظيم عبد الناصر.
بهذه المناسبة دعونا نُحيي شبابنا المرابطين خلف المتارس نيابة عن شعبنا، ممتنين لتضحياتهم العظيمة، ودمائهم التي يسكبونها في تراب الوطن هي لأجلنا ولأجل استعادة الدولة وبناء مؤسساتها، و بدونهم قد لا نجد وطن نستطيع العودة إليه.
ونحن هنا نعاهدهم هناك بأننا سنكون جاهزين لتحمل مسؤوليتنا في بناء المؤسسات كافة بما تعلمناه، وسنعمل على نقل التجارب الناجحة لمؤسسات البلد المحروم من الاستقرار ... فهذا أقل ما يمكننا تقديمه لرد الجميل، وتقديمهم لحياتهم ﻷجل الجميع لا يعدله شيء .. تحية لك أخي الجندي في نهم وتعز وصرواح وشبوة وحضرموت وعدن ومأرب والجوف وعلى تخوم صعدة وثق بأننا لن نخذلك، ولن نتركك بدون مشروع وطني يعيد لليمن عزها ومجدها.
ودعونا ندعو جماهير أمتنا اليمنية في الداخل والخارج إلى مواصلة الثورة اليمنية الواحدة سبتمبر وأكتوبر والتي ضحى في سبيلها: العظيم النعمان والعظيم الزبيري والعظيم علي عبد المغني والعظيم جمال جميل والعظيم راجح غالب لبوزة والعظيم عبود الشرعبي والعظيم محمد عبده نعمان الحكيمي، والعظيم مقبل باعزب، وكل عظيم مخلص لم نذكره من أولئك الرجال الذين قهروا المستحيل وخلصوا بلدنا من الرجعية والاستعمار واذنابهما، في عصر الثورات العربية في خمسينيات القرن الماضي.
و ياللعجب! يا لهذه الأمة اليمنية العظيمة التي لا تقبل الضيم ولا الظلم، وتصنع الثورات تلو الثورات مهما كانت الظروف قاهرة والنصر ميؤوس منه، تفعل كل ذلك حتى تكون الكرامة اليمنية مصونة وحتى ترسي دعائم الحرية والمساواة ..
لتصير حقيقة ازلية في حياة اليمنيين (لا رجعية باقية) و (لا استعمار باق) كما لا ظلم و لا عبث و لا فساد باق .. اليمن هي الباقية وشعبنا هو الباقي ولن يحكم اليمن سوى اليمنيون شاء من شاء وأبى من أبى. وكل طامع لا محالة راحل ..
النصر لجيشنا الوطني .. النصر لشبعنا .. النصر لأمتنا اليمنية العظيمة .. وأكتوبر مجيد للجميع.