2017-10-16 الساعة 01:44م
وبعد كل ماحدث، هنالك سوء فهم احتقاني كبير تراكم بين الشمال والجنوب -كما بين الجنوب والجنوب وبين الشمال والشمال-سببه الأساسي حرف مسار الوحدة والدولة، فضلاً عن انبعاث مشاريع ماقبل سبتمبر وماقبل اكتوبر...ولذا لابد من تصحيح كل هذا الخطأ الهائل المتراكم..
لابد من تقويض وتغيير الأدوات السياسية والاقتصادية والثقافية والإجتماعية الرثة، مع استعادة الأدوات الفاعلة والمعبرة عن النهج الديمقراطي التعددي، ونهج الشراكة الوطني الحقيقي.. نهج القانون ونهج العدالة ونهج المواطنة المتساوية، نهج استنهاض قوة المجتمع المتماسك والدولة المبدعة ، و إحداث قطيعة شاملة مع نهج مراكز الهيمنة والنفوذ التي كانت ومازالت تتنامى عبر إغراق البلاد في الحروب وفي المفاسد، كما في الافقارات والاستغلالات والخطابات الانقسامية، ما يعني تعطيل وإعاقة كل آليات التغيير والتحرر والتطور المنشودة للأسف ..أما الآن فلامجال للمناورة و المداورة على الإطلاق.
لذا على جميع الأطراف إبداء المرونة والنوايا الحقيقية لإيقاف الحرب كبداية للحل الممكن والاضطراري الذي لابد منه لإنقاذ اليمن. ثم ان الزمن تغير والتحديات ثقيلة ومعقدة بينما لن يستطع الجميع تحقيق ما يصبون إليه حرباً.
وبالتأكيد: يكفي مقامرات ورهانات معتوهة تغامر بالناس البسطاء الذين تضررت مصالحهم من كل صنف ونوع وهم بالملايين..كما ينبغي تفادي تصاعد المنطق غير المسئول الذي يفضي إلى استمرار الصراع بما يعني ازدياد الضرر على المدنيين.
فالثابت أن هذه الخطوة على قاعدة المرحلة التوافقية والتزاماتها الكبرى واحترام الشرعية القائمة و الدولية هي التي بإمكانها أن تفضي إلى تحقيق الاستقرار عبر اتفاقات مشتركة ناضجة وملزمة للإغاثات ومعالجة آثار الصراع بداية بإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب والقصاء على الميليشيات وبناء الإقتصاد وانصاف الضحايا وليس نهاية بتجنيب تطييفات الصراع الحاصلة و إحداث تصويبات موضوعية فيما تم الاختلاف عليه من رؤى سياسية وذلك عبر مباحثات شفافة بمشاركة ممثل لكل طرف من الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار.
على أن تتم الخطوات بإشراف عربي ودولي مباشر وواع ترعاه الأمم المتحدة لكن دون تكرير ادائها التسويفي الذي اتحفتنا به سابقاً على ان تكون الاولوية في هذا السياق للمرحلة الجديدة القيام بفضح أي طرف يتلاعب ويخادع بعدم الخضوع للإجماع الوطني.
بمعنى آخر: ليس أمام الجميع وتحديداً عفاش والحوثي والاصلاح وهادي والحراك والسعودية سوى الدفع بإتجاه الحل السياسي الذي يبدأ بتنفيذ القرار 2216 لأنه الوحيد الضامن-مهما فضلوا تجاوزه والقفز عليه- لمستقبل واضح الملامح أقل تدهوراً وغموضاً وأكثر إتاحة لتصحيح اخطاء الجميع بإتجاه دولة ضامنة لعدم تمزق المجتمع أكثر أو غرق الدولة بشكل نهائي.
فضلاً عن أنه الخيار الأمثل- وعلى كل المستويات أيضاً- مقارنة بأوهام الحل العسكري الذي سيفاقم الازمات ويضخم تعاسات غالبية الشعب الذين انهكتهم الحرب وتداعياتها بحيث لن يمكنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية جراء التلهي الحاصل بإنتاج العنف وعدم إستعادة الدولة التي يفترض أن تحتكر السلاح ويسودها القانون والمواطنة.
ولقد تعبنا من النفخ في القرب المقطوعة.. بينما سيكون التصلب وتضييع الفرص الممكنة عبر التشبث بتعليق الأوضاع دون أفق ناضج هو النتيجة الأسوأ فشلاً لهؤلاء وأولئك وبالتالي ضياع اليمن بسبب " القِمْر" المخبول