2018-01-01 الساعة 02:49م
كل عام والجميع بخير، مع حلول اليوم الأول من 2018 نقولها خاصة للشعب الإيراني، الذي انتفض وصعق يقين قادة السلطة الخمينية مؤخراً.
لم ينتهِ العام السالف 2017 وقادة النظام الإيراني الخميني ينصبون خيام الفرح ويعلقون عقود الزينة ويجصّصون ويزخرفون طاق كسرى الجديد، بعمامة السيد السوداء هذه المرة، فرحاً بسحق السوريين، وانتصار قتلتهم هناك، وجذلاً بافتراس شريكهم المنتفض، آخر أيامه، علي عبد الله صالح، وردع من تسول له نفسه رفض سلطة «السادة» أمناء العلم الإلهي، حتى أتتهم الواقعة من داخل البطن الإيراني.
كيف ستنتهي هذه الانتفاضة الكبرى؟ وهل سينهار النظام الخميني المحمي بدرع الحرس الثوري، وأمواله، وأبواقه؟
لا ندري، الحدثُ في أوله، ربما ينجح حرس الخميني في قمعه، مؤقتاً، لكنه أمر جلل ساطع، وحتى الآن، أحدث الضرر البليغ بصورة وحضور ودعاية ومستقبل جمهورية الملالي، وزرّاع الإرهاب والفوضى في المنطقة من رفاق محمد علي جعفري وقاسم سليماني.
على ذكر حماة النظام الخميني، كان لافتاً في تعامل الميديا الغربية، المتياسرة، الرفق والدعة والتهميش الذي تعاملت به مع انتفاضة إيران، لحينه، وهو أمر لاحظه صحافيون وباحثون وساسة من الغربيين.
نجد السيناتور الجمهوري تيد كروز مرشح الرئاسة الأميركية السابق، يهاجم شبكة (سي إن إن) الأميركية بسبب تهميشها وتضليلها حول انتفاضة الشعب الإيراني. كما نجد السياسي والباحث الأميركي إليوت أبرامز ينتقد في مقالة له بمجلة «نيوزويك» تغطية «نيويورك تايمز» الحدث الإيراني الكبير واصفاً تغطية الصحيفة الأميركية المشهورة بـ«المشبوهة» التي تقلل من قيمة احتجاجات إيران.
حتى «بي بي سي» البريطانية، التي ركزت في البدء على مظاهرات التأييد للنظام، وحين تحدثت عن الانتفاضة ضد النظام قالت بالنص: «لا يبدو أنها تجري على نطاق واسع»!
سلوك النظام الإيراني تجاه هذه الانتفاضة، وصل حتى حينه إلى قتل 4 أشخاص وجرح وأسر العشرات، وإغلاق تطبيقات «تلغرام» و«إنستغرام» عن البلاد، وهدد أحد اللواءات من الحرس الثوري، إسماعيل كوثري، حسب وكالة إيسنا الإيرانية بأن النظام سيواجه «بقبضة من حديد».
هذا السلوك لو جرى في مصر، مثلاً، كيف كانت «بي بي سي» البريطانية أو «نيويورك تايمز» أو «سي إن إن» أو «دي دبليو» الألمانية ستغطيه وبأي كثافة وبأي لهجة؟!
ماذا يعني هذا كله؟ كيف ينتظر من المتلقي السعودي والخليجي والعربي أن يفهمه؟ طبعاً باستثناء عرب إيران والمعجبين ببطولات الحاج قاسم سليماني وفتوحاته.
«ثمّة شيء عَفِن في مملكة الدنمارك» – حسب خالدة شكسبير «هاملت». وعام سعيد للشعب الإيراني.