2018-01-06 الساعة 07:36م
ظل نظام ايران طوال العقود الثلاثة الماضية يعمل بقوة على إيقاظ الفتنة الطائفة في المنطقة كتعبير عن طبيعته التي مزق بها النسيج الوطني لشعبه لتحكمه أقلية انعزالية متنفذة.
أراد تصدير هذا النمط من أنواع الحكم إلى عموم دول المنطقة، فأيقظ الفتنة الطائفية وشرع في تعبئة وتسليح بعض فئات شعوب المنطقة بعناوين طائفية تم استدعاؤها من ثنايا تاريخ مفعم بصراع تعمق بغياب الدولة الوطنية.
كان الهدف هو إحداث فوضى شاملة يتم فيها تخريب كل الجهد الوطني في بناء الدولة الوطنية التي ترعى مصالح كل أبنائها على السواء، وبعد أن يتم لها تحقيق ذلك تقوم بإعادة بناء هذه الدول طائفياً مما يجعلها عرضة لحروب وصراعات داخلية، وتظل بذلك حاضرة في شئونها الداخلية عبر مخالبها التي جندتها لهذا الغرض.
ظل النظام الايراني يحمي نفسه في مواجهة شعبه بتصدير مشروعه إلى خارج إيران وخلق معارك وهمية بهدف قمع الاحتجاجات الشعبية من منطلق أن إيران تتعرض لمخاطر خارجية تبرر مثل هذا القمع، في حين يعرف الجميع أنه لا خطر على الشعب الايراني إلا من النظام الذي فرض نفسه بالقوة عليه، وذهب يبدد ثرواته في إستقطابات إقليمية تهدد أمن شعوب المنطقة بحروب أكلت الأخضر واليابس.
النظام الايراني، الذي أهمل إلتزاماته تجاه شعبه وراح ينفق ثرواته لإيقاظ الفتنة في دول الإقليم، نسي أن تصدير المشاكل الداخلية الى الخارج لا يشكل أي حل حقيقي لمشكلة الجوع والفقر والتمايز الاجتماعي، فقد يعبئ ذلك الناس لفترة معينة يجعلهم يتناسون الوضع البائس الذي يحشدهم فيه النظام لمشروعه المضلل، لكنه لا يمكن أن يمنع التفاعلات الاجتماعية والسياسية من التراكم لتنتج تعبيراتها على الارض بروح التحدي الذي يتطلع إلى الحرية والسلام والحياة الكريمة.
الشعب الايراني من الشعوب الحية التي تستطيع أن تستعيد دورها في إعادة انتاج مكانتها التاريخية في لحظة التحدي والاستجابة التي لطالما عرف بها هذا الشعب في تاريخه الطويل قبل أن تقمعه أنظمة الفساد التي كانت سببا في فرز هذا النظام الانعزالي الذي أدخل إيران في دوامة صراعات بددت ثرواته ووضعت الإقليم كله في مواجهات عبثية، آن الأوان لوضع حد لها، حتى تنشغل شعوب المنطقة بمواجهة تحديات البناء وما تفرزه التغيرات الكونية من مخاطر أمام الجميع.