أهم الأخبار
عدن.. موظفو هيئة الأراضي ينفذون وقفة احتجاجية للمطالبة باستئناف نشاط الهيئة وصرف مستحقاتهم14 قتيلاً و30 جريحاً في مواجهات قبلية مستمرة بمحافظة البيضاء وسط اتهامات للحوثيين بتغذية الصراعارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء في عدن إلى 22 ساعة عقب توقف معظم محطات التوليد‏توظف قبل 28 عاماً.. معلم يشكو إسقاطه من كشف نصف الراتب في إب بالرغم من عمله الميداني المستمر (فيديو)صنعاء.. مدينة تحوّلت إلى سجن كبير في ظل عقد من القمع الحوثي والاختطافاتقوة أوروبية تسيطر على قارب شراعي يرفع العلم الإيراني استخدمه قراصنة صوماليون في هجوممليشيا الحوثي تقتحم مقر الهيئة الطبية الدولية في صنعاء وتحتجز موظفين محليينمن يسرق باقات الإنترنت؟! مشتركون يتهمون "يمن نت" بالتلاعب بالأرصدة والمؤسسة تنفيمليشيا الحوثي تقتحم مقر الهيئة الطبية الدولية في صنعاء وتحتجز موظفين محليينالخدمة المدنية تكشف عن آلاف الأسماء ذات الازدواج الوظيفي وتحذر من توقيف مرتبات المتخلّفين عن المطابقة نهائياً
مروان الغفوري

مروان الغفوري

لم يقتل طارق، ولم يصب، ولم يُقاتِل

2018-01-31 الساعة 02:42م

هرب الرجل في الوقت المناسب، فهو ينتمي إلى مجموعة من الناس لا تموت في الحروب. كتبت على صفحتي في تويتر في ٣١ أكتوبر الماضي
في المأساة يعيش البطل وتموت الجوقة.

كان الجدل الحاسم في مسألة "هل قتل صالح في منزله أم فارّاً؟" هو القول: بما إنه صلى على جثمان طارق فلا بد أنه قتل إلى جواره.

لكن جسد طارق لم يصب بأذى، ولا يزال الدم يجري فيه
فرّ طارق في الوقت المناسب، وقتل الحوثيون الجوقة.
وفرّ صالح في الوقت المناسب. قبل مقتله دعا صالح الشعب اليمني إلى مواجهة الحوثيين "بعد أن فعلوا فعلتهم"، قال. وفعلتهم التي يشير إليها صالح هي الحصار الذي ضربوه على منازل العائلة، استناداً إلى كلماته هو. لكنه سبق أن قال، أكثر من مرة، إن المنازل والديار "ستعوض" وأنها أحجار لا قيمة لها. ما الذي سيدفعه، في أسوأ الأوقات، للموت دفاعاً عن بضعة أحجار؟
قال لي صديق يعرف أشياء كثيرة إن الدبابات التي قصفت منزل صالح هي تلك التي حصلوا عليها من اللواء الثالث، أحد ألوية صالح.

لا بد أن صالح هرب أيضاً، كما فعل طارق، متخذاً طريقاً آخر. طريق الهرب الذي سلكه طارق قاده إلى نجاته، وذلك حظ سعيد لم يكن من نصيب صالح الذي قتل، فيما يبدو، هارباً.

كان صالح بطلاً سيء التركيب. وكان جمهورياً زائفاً منذ البداية. وكان قاتلاً يسكنه طموح وحيد:
أن يستثنيه التاريخ من الخاتمة السيئة التي نالها كل القتلة.
حاول أن يرشو التاريخ في الساعات الأخيرة، والتاريخ لا يقبل الرّشى.

ليس في صالح سمة أصيلة واحدة من سمات البطل. أعود الآن إلى رواية الحوثيين حول الطريقة التي لقي بها صالح حتفه فأجدها معقولة. ملأ صالح منازله وعاصمته بطرق سرّية. في الظروف الصعبة فإن واحداً من كل اثنين سيتمكن من الهرب. يمكننا القول إن هذه كانت واحدة من الفرضيات الأمنية التي تدبرها صالح في عاصمته.

الآن ها هو طارق يتحدث، ويتحرك، تطارده لعنات عشرات آلاف الجرحى، والقتلى والمشردين والجياع .. قاتل إلى جوار الملكية ١٤٦٠ يوماً، منذ نهاية العام ٢٠١٣، وباع للجمهورية وهماً مقداره ثلاثة أيام. حتى إذا قبل التاريخ منه هذه المبادلة الفجة واحتسبنا له ثلاثة أيام في النضال فسنحصل على هذه النتيجة: هذا الميليشوي الغارق في دم شعبه قاتل إلى جوار الملكيين ١٤٥٧ يوماً.

وبالطبع سيجد طارق، كما وجد عمه، أناساً مستعدين لفعل كل شيء من شأنه أن يجعل مأساتهم مستدامة، وأكثر مراراً.

*
نقلاً من حساب الكاتب على الفيسبوك 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص