2018-02-07 الساعة 03:23م
يجتهد بعض رفاقنا في المؤتمر الشعبي العام في لوم ومعاتبة رفاقهم في القوى السياسية – وأحيانا يشتمون ببذاءة – لأن هذه القوى لم تعترف بانتفاضة ديسمبر التي قادها الرئيس الراحل صالح واستمرت يومين وساعات.
هؤلاء ذاتهم الذين يريدون أن نجعل من يومهم عيداً وطنياً، يبالغون في الهجوم والبذاءة والردح وشتيمة كل ما يذكّر بثورة فبراير لأن طليعتها كانوا انذاك خصوماً سياسيين فقط لهم وليس لأي سبب آخر.
أقلّوا اللوم أيها الرفاق، فما تنتظرونه من رفاقكم امنحوه من انفسكم.
شخصياً، كنتُ من المرحبين جداً بانتفاضة ديسمبر وكان موقفي تجاهها متسقاً مع موقف رئيس الجمهورية ونائبه ومستشاريه ورئيس حكومته وأحزاب البلاد والتحالف العربي وطيرانه وقنواته وصحافته، الذين آزروه وساندوه وأيدوه وتناسوا كل ماقدمه من خدمات للانقلاب ومقدار الاوجاع التي ألحقها بالبلاد والعباد، ولا زال موقفنا ذلك رغم انها تبخرت سريعاً للأسف الشديد ولم تتمكن من استرجاع مؤتمر الداخل من العمل سخرة وارتزاقاً لبني هاشم، لكننا نراهن على نتيجتها فتراكمات الغضب من سلطة الإمامة التي تحتل صنعاء كفيلة ببزوغ فجر اليمنيين.
استنفار رفاقنا في شتيمة فبراير كل عام مرة أو مرتين أو عشرين أو مائتين، يجب ان يدفعهم لمراجعة أنفسهم تجاهنا أو يجبرنا على مراجعة أنفسنا تجاههم.
لقد كانت ثورة فبراير حدثا ابتدأ ضعيفا وصوتا خافتا ثم تحول لإعصار هادر لازلنا نعيش نتائجه إلى اليوم، اعترف بها العالم ومنحها الشرعية والمشروعية منذ اللحظة التاريخية التي شهدت توقيع المبادرة الخليجية برعاية الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود يرحمه الله، وفي ديوانه وبحضوره، وقبل عام فقط أعلن رئيس الجمهورية المشير هادي ورئيس حكومته د/ أحمد بن دغر يوم 11 فبراير عيدا وطنيا يضاف إلى أيام اليمن الخالدة.
اليوم، شباب فبراير البسطاء يمثلون اكثر من 80% من قوام الجيش الذي يقاوم الإمامة، وإليهم ينتمي أكثر من 90% من شهداء معركتنا الخالدة، ولا زالوا يناضلون بصمت دون منّ ولا أذى.
سيتحدث البعض عن وجود حوثيين في ساحة التغيير، وهولاء يتناسون أن قائد انتفاضة ديسمبر و95% من كوادر حزبه ومؤسساته تحالفوا مع الحركة الحوثية حلفاً مشيناً وكارثياً، بالتاكيد أن قبول الحوثي وكل دعاة الإمامة في ساحة التغيير أو في مؤتمر موفنبيك أو في القصر الجمهوري حليفاً او شريكاً هو جريمة وغباء لا يمكن التبرير له، لكن وللتبيان يمكن الإشارة إلى أن صالح الصماد خطب في مجمع العرضي أمام ضباط الجيش وبحضور الرئيس صالح قبل فبراير ٢٠١١ بعام كامل، وفي عام 2006م خاطبهم صالح في صعدة ان ينزلوا آمنين ضامنين وبادلوه الجميل فانتخبوه وأجبروا الناس غلى انتخابه ومنحته صعدة أعلى نسبة أصوات في البلاد وهم ذاتهم منعوا الناس من التصويت لهادي في صعدة في فبراير 2012م.
وفيما كنا – كأشخاص – ننادي منذ مطلع فبراير 2011م ونحذر من خطورة انخداع الثوار من ليونة وميوعة أكاذيب الإماميين الذين تسللوا للساحات، فإن رفاقنا الذين يكيلون لفبراير الشتيمة اليوم لم يتحدثوا مطلقاً آنذاك عن خطورة تحركات إماميي القصر والحرس الجمهوري والأمن المركزي والسياسي والقومي والبنك المركزي والحكومة والمؤتمر الذين أحاطوا بصالح إحاطة السوار بالمعصم وسيطروا على ساحات اعتصام صالح في التحرير وملعب الثورة والسبعين ليؤدون الدور الأخطر في خيانة الجمهورية ثم خيانة صالح ذاته بطريقة مقززة وفاجرة بلغت حدا مهولا إذ لازال أبناء ورفاق صالح ومكونات حزبه الأبرز حتى اللحظة عاجزون عن إدانة قاتليه او تسميتهم بل سارع تيار عريض منهم لشتيمته واتهامه بالخيانة قبل ان يجف دمها.
أفلا تعدلون ؟!