أهم الأخبار
عبدالخالق عطشان

عبدالخالق عطشان

جباري و الإتجاه الإجباري

2018-03-21 الساعة 05:32م

قدم الأستاذ عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء استقالته أو لم يقدمها ، قُبِلت استقالته أو لم تُقبل ، فلن يكون التقديم والرفض والقبول للإستقالة هو مايجب أن ينشغل به القارئ أو المحلل أو الخبير أو صاحب البصيرة وأولوا الألباب والأصل الذي يجب أن يكون لماذا يقدم مسؤول في الدولة على تقديم استقالته ؟!! أو لماذا تتناقل وسائل الإعلام و التواصل أن مسؤولا في الدولة قدم استقالته ...؟

 

مامن شك أن أي عمل وطني ومسؤولية تلقى على عاتق مسؤول في الدولة لابد أن تصتدم بعقبات و عراقيل تكمن له في طريق تأدية مهامه لأن المسؤولية وبالذات في الظروف الحرجة والأوضاع الإستثنائية ضرب من المغامرة واللبيب القوي الأمين الحكيم هو وحده من يستطيع أن يتجاوز تلك العقبات ليصل إلى أقصى قدر من تحقيق الهدف بكل ما اوتي من قدرة واستطاعة .

 

حقيقة لم ولن نتفاجأ حتى لو قدم الرئيس هادي استقالته من منصبه ، وليس كل مسؤول قدم استقالته من منصبه قد يكون بمحض ارادته او قناعته كما انه ليس كل من قدم استقالته كان بقناعة تامة أو أن عراقيلا حالت دون تحمله لمسؤوليته وبالمثل ليس كل من قدم استقالته كان نزيها او شريفا او يتمتع بوطنية اكثر من غيره وايضا ليس من ظل متمسكا بنواجذه بمنصبه فهو النزيه والصادق الآمين .

 

ثمت معطيات على المشهد اليمني يكاد بعضها يفسر بعضه لتبين حقيقة المشهد ويدلل بقوة على أن خللا إداريا مصطنعا يتنامى في حل المشكلة الإنقلابية وإنهاء حالة التمرد المليشاوية ويطيل من أمد الأزمة ومعاناة الأمة وأن توجسا ملازما مازال أيضا يسيطر على بعض مكونات التحالف الفاعلة والمؤثرة ضد بعض مكونات الشرعية الفاعلة والمؤثرة في ميادين السياسة والقتال.. تمثل هذا التوجس في سلوكيات استفزازية أقلها التحكم في إدارة بعض الجغرافيا اليمنية والسلطات التنفيذية التي تديرها بمعزل عن سلطة الشرعية  أدى ذلك إلى حالة من الرفض أو بالأصح الإعتراض الشخصي لبعض مسؤولي الشرعية كقناعة ذاتية بخطر ذلك التدخل وأثره في في سير عملية إنهاء الإنقلاب واستعادة الجمهورية وعودة الشرعية لممارسة مهامها من جغرافيتها السياسية والطبيعية .

 

إن صدقت استقالة الوزير جباري فهي إلا تعبيرا بالرفض والإعتراض عن تلك السياسات اللامسؤلة من بعض التحالف  ليس عن حالة فردية لمسؤول في الدولة وإنما تعبير ايضا عن بعض مكونات سياسية عجزت عن ذلك لظروف تراها غير مناسبة للتعبير وعن شريحة كبيرة من اليمنيين لم تزدها تلك السياسات إلا معاناة إلى معاناة نالتها من المليشيا الإنقلابية الإمامية  .

لإن فعلها جباري وقدم استقالته فإنه لم يقدمها إلا مضطرا وطريقا اجباريا تم اجباره عليه ولأننا نثق بالرجل ( جباري ) وندرك صدق تحمله للمسؤولية فقد رأينا ذلك في تعز فكان بحق رجل بحجم المسؤلية الملقاه على عاتقه فقد ألقى عن تعز بصبره وحكمته واخلاصه ماستطاع رغم الصلاحيات المقيدة والامكانات المتواضعة بيده ولعل نجاحاته تلك وما أعقبها من تبيين لبعض الحقائق لم تكن إلا ملاحظات عليه رصدها بعض متحكمين ومهيمنين اقليميين غيبته عن المشهد السياسي قرابة الشهرين حتى فاجأ الجميع باستقالته والتي تداولتها المواقع الاعلامية والإخبارية ووسائل التواصل الإجتماعي.

 
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص