2018-04-13 الساعة 08:59م
إنه بطل الإعلام وفارس الجبهات بلا منازع.. قدمت إلى مارب ولم أكن قد التقيت به حيث اقتصر تواصلنا أثناء عملنا في سهيل على الهاتف.. فعرفت عبدالله الإنسان النبيل الشهم الشجاع الذي قل أن تجد مثله.. يجمع بين البساطة والعظمة بين الصبر والإقدام بين التأني والإنجاز..
عملت في إذاعة ناس لعام ونيف فكان مصدري الذي أثق به وأعتمد عليه.. حيث قضى جل ساعات حياته في العمل الإعلامي في الجبهات ومرافقة الأبطال وزود وسائل الإعلام بمختلف الأخبار والصور والمشاهد..
قبل مغادرتي مارب ودعته وبمعيتنا رفيق دربه وتوأم روحه الزميل عبدالله ابوسعد -حفظه الله- وطلبت منهما أن يخصصا لي وقتا بعد عودتي لعمل وثائقي كونهما من أهم وأبرز شهود العيان في تغطية الحرب فبادرا ورحبا بالفكرة..
لا يختلف اثنان عن مكانة عبدالله القادري في قلوب زملائه الذين عرفوا فيه الإخلاص والحيوية والنشاط.. وفي قلوب محبيه الذين عرفوه إنسانا نادرا بكل ما تحمله الكلمة.
كان الفقيد وطنا يحتضن وطنا, كانت طموحاته أن يرى بلداعنوانه الكرامة والحرية والعزة ومن أجل تحقيق هذه الرسالة التي كان ينبض بها حلما ويتنفسها أملا, وهبها وقته وجهده, تجسد ذلك في تلك اللحظات التي كان يقضيها خلف كاميرته مصورا ومبدعا ومراسلا.
ترجل فارسنا اليوم إثر استهداف المليشيات الحوثية سيارته بصاروخ موجه, بعد أن عرفناه سيفا حادا ومبارزا بالصورة واللقطة, وظل بطلا مقاوما يصدح بالحق, ويتصدى لأكاذيب الباطل, ويسعى بكل ما أوتي من مهارة في شحذ همم الأبطال ورجال الجبهات, وقف شامخا حتى آخر لحظة من حياته, وحين خارت قواه توكأ (كاميرته) ليعلم الآخرين درسا في الصمود والثبات حتى آخر رمق.
نم عزيزي قرير العين, فلقد أديت الواجب بكل جدارة وصبر، وخلفت جيلا من تلاميذ المهنة الذين غرست فيهم قيم التضحية والفداء,و قيم البذل والعطاء, وقيم الحب والمثابرة..
نم يا عبدالله ولك في كل جبهة أثر وفي كل ميدان فرسان, يشهدون أن معلما عظيما مر من هنا وترك بصماته تنير الطريق وتصنع العزائم التي تحيل اليباب خضرة واليأس قوة وعزيمة..
رحمك الله يا حبيبنا, وأسكنك فسيح جناته, وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان.
إن لله وإنا إليه راجعون..
الموجوع / يحيى الأحمدي.