أهم الأخبار
أحمد الضحياني

أحمد الضحياني

فشل الحوثيين في استمالة أميركا

2015-03-19 الساعة 09:56ص

كل يوم، يتكشف زيف ادعاءات جماعة الحوثيين المسلحة، وتثبت، بأفعالها، حقيقة كيانها ونظرتها إلى الأرض والإنسان، ويقودنا هذا الأمر إلى التأمل في بعض أفعالها، وفضح هذا الزيف للرأي العام اليمني.

يرفع الحوثيون شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل، وينشرون الموت لليمنيين، ويجرون تنسيقات وتحركات مع أميركا، وعلى اتصال مستمر بها.
بمعنى آخر، لا تجد أميركا في جماعة الحوثي، أو حتى شعاراتهم، شيئاً حقيقياً، أو ما يمثل أي خطر عليها، أو على إسرائيل، وإنما هي أقوال، ولن تحمل، في طياتها، أي أفعال ضدها، وتعرف، تماماً، أن المقصد من هذه الشعارات خدعة وتضليل واستمالة التعاطف والانحياز لفكرها من أولئك الناس البسطاء الذين يرون في أميركا سبب البلاء، بسبب دعمها إسرائيل التي احتلت فلسطين.
يحاول الحوثيون البحث عن مسوغٍ، يبرر لهم التحرك والفعل، مثل ما عملوا حين التصقوا “برفض الجرعة السعرية”. يمارسون التقية السياسية لتبرير أفعالهم. قالوا إنهم يرفضون التدخل الخارجي، وهم ينفذون أجندته.

وقد حاولوا استمالة أميركا وتقديم أنفسهم على أنهم يحاربون القاعدة، ووصل بهم الأمر إلى خوض حرب في محافظة البيضاء، وسط اليمن، لإثبات حسن نياتهم، وعلى ما يبدو فإنهم غرقوا “بين خبزة وقيفة”.
وصلت هذه الاستمالة إلى اتهام الحوثيين الشباب والناشطين، وكل من يخالفهم الرأي في العاصمة صنعاء، وغيرها من المحافظات، “بتهمة القاعدة”، بعد فشلهم في تسويق فكرة “داعش”، وكلها محاولات لاستمالة الأميركان، فمثلاً، داهمت مليشيات الحوثي المسلحة، في الأول من مارس/آذار الجاري، مقراً لحزب الإصلاح في العاصمة صنعاء، واعتقلت واختطفت حبيب العريقي، رئيس دائرة الانتخابات في حزب التجمع اليمني للإصلاح في الأمانة، وعلي الحدمة رئيس دائرة الطلاب، ومحمد الصبري، عضو دائرة الطلاب، وأنور الحميري، عضو دائرة الطلاب للإصلاح في أمانة العاصمة أيضاً.
وفي مساء اليوم نفسه، قال الحوثيون الذين يديرون اللجنة الأمنية في صنعاء، إن الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة صنعاء قبضت على خلية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بإنه تم القبض على مجموعة من الناشطين الميدانيين المرتبطين بتنظيم القاعدة، يتزعمهم شخص، يدعى حبيب العريقي، وكانت هذه المجموعة تعمل على خلخلة الأمن وإثارة الشغب ونشر الفوضى في أمانة العاصمة، وفي حوزتها كمية من السلاح.

ثم تطلق مليشيات الحوثي المسلحة سراح القياديين في إصلاح أمانة العاصمة، حبيب العريقي وعلي الحدمة وأنور الحميري، بعد تغييبهم في سجونها أكثر من 17 يوماً، كانت قد اختطفتهم من أحد مقرات الإصلاح بأمانة العاصمة.
وهذه فضيحة أخرى للحوثيين، إلى جانب فضائحهم السابقة، فكيف يتم الإفراج عن أشخاص اتهمتهم أنهم “خلية قاعدية”؟ وكيف يتم الإفراج عن سام الأحمر، وهم اتهموه بأنه “رئيس خلية الاغتيالات” والصندوق الأسود؟ هكذا توزع مليشيات الحوثي العداء وصناعة الخصومات والنيل من الآخرين المخالفين رأيها، متسلحة بأجندة خارجية، تربطها بها علاقات سرية.
وهي اليوم تسخر مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها لتنفيذ هذه الأجندة. ولا تبالي، إن هي أصبحت مطية.

حاولت جماعة الحوثيين استمالة الأميركان بإلقاء تهمة القاعدة على شباب وقيادات حزبية وسياسية وقبلية، وكل من يخالفها الرأي، لكنها فشلت، وسخرت جهاز الدولة الأمني والمخابراتي، للقيام بالمهمة والمداهمة والاعتقال.
وهذا يكشف لنا مقدار العمالة وحجم العداء الذي تكنه جماعة الحوثيين لليمنيين، في مقابل أن تحصل على رضا أميركا، حتى وإن كلفها ذلك اعتقالهم بتهم مفضوح زيفها ابتداءً.

وهذه أفعال تمارسها مليشيات الحوثي لا تعبر إلا عن سلوك عدواني غير مبرر، ومخالف لكل التشريعات والقوانين ومنتهك لحقوق الإنسان، ويكشف بجلاء زيف الشراكة والتعايش الذي تنادي به هذه الجماعة.

وهذا يجعلنا نصر على الوقوف في وجه هذه المليشيا، والتي أصبحت خطراً على الدولة والمجتمع، وأرجعت الأمن القومي لليمن إلى الخطر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص