2018-12-20 الساعة 05:10م
القلاع الشامخة لا تموت، والعظماء لا يرحلون، وإنما إذا حان أجلهم فإنهم يستريحون؛ فيما هم في الحقيقة أحياء يعيشون بيننا نستعيد أمجادهم ونضالاتهم لنقدمهم للأجيال بكل شموخ..
يجسد ذلك هذا الاحتفاء الكبير الذي تشهده صفحات التواصل الاجتماعي والنوافذ المختلفة التي تحولت إلى سيناريوهات وسلسلة حلقات تروي تفاصيل حياة بطل عاش جمهوريا عظيما ومات أبيا حرا كريما بحجم القامة الوطنية الشيخ محمد حسن دماج..
أتدري أيها الوهج الجميل لماذا يحبك هذا الشعب ويبكي فراقك..لأنك تذكره بصمودك في النسق الأول ويستذكر بسالتك وقوتك في التصدي للطوفان الاستبدادي ومحاولاته المتكررة في استعباد اليمنيين..
يبكون رحيلك لأنهم خذلوك يوم أن كانت الجمهورية تتعرض لأبشع جريمة، وسبتمبر يتعرض للثأر، وأنت تقف ومعك ثلة من الأحرار بكل إخلاص وثبات فيما الملايين يتفرجون بين غبي وشامت وصامت وبليد..
هم يعتذرون بكل وجع، ويعترفون بخطئهم الكبير في حق أنفسهم أولا وحقك المشروع..
هم نادمون بكل معاني الخجل؛ لأنهم تأخروا عنك وعن رفيق دربك الشهيد العميد القشيبي وغابوا في أخطر لحظة كانت كفيلة بتوزيع الحزن والألم والبكاء في كل منزل وقلب..
نعم لقد كان الموت أكرم منا جميعا يوم أن بقيت وحدك تصارع الظلم وتقضي آخر أيامك في السجن أو الإقامة الجبرية التي لا تليق بشموخك وكبريائك وتاريخك النضالي.
الرحمة تغشاك وتعطر روحك.. وسلام عليك في الخالدين يا حامل لواء المجد وحارس الجمهورية حتى النفس الأخير..