2019-05-21 الساعة 09:46م
ونحن نحتفل بالذكرى ال29 لقيام الجمهورية اليمنية، لابد من التاكيد على ان الوحدة هي هي اعظم منجز تاريخي تحقق لليمنيين في العصر الحديث ، وهي ثابتهم المستقر في وعيهم ، يقين إرادتهم الجمعية وخلاصة النضالات الوطنية والثورات اليمنية، وهي تتويجا عظيما لكفاح الثوار والشهداء شمالا وجنوبا ، كانت ولازالت الهدف والرؤية الاستراتيجية ، ولطالما كانت ايضا أحد أبرز دوافع النضال ضد الإمامة والاستعمار ، ظلت الوحدة اليمنية ركيزة أساسية في كفاح اليمنيين الطويل، وأرضية الانطلاق الواعي نحو التحرر وبناء اليمن الجديد ، وإذا كانت قد تحققت في الـ22 من مايو 1990م رغم التحديات فإن النظام السابق لم يقم بإحداث التغييرات الحقيقية التي كانت من شأنها ترسيخ الوحدة ، وتبقيها بمعزل عن النقاشات والمبررات التي جعلت من الوحدة أمرا يمكن التفكير بالتخلي عنه، في استغلال لمخلفات سلوكه السياسي ونهجه الإقصائي والتفكير بها كقيمة ثانوية، لا بنية وطنية ثابتة تحفظ تماسك الوطن والشعب .
لقد أفرزت سلوكياته جملة من التحديات والمخاطر منذ أن أصبح استئثاره بالسلطة والثروة ومقومات الحياة الوطنية هدفا وأولوية ، وأخذ من أجل ذلك الهدف يُنشيء التناقضات والصراعات ويؤزم السياسية ليحولها الى منهجية مختلة كرست نفيا مستمرا لكل مسعى ديمقراطي يقود الى بناء نظام سياسي ودولة يمنية حديثة تعيد تصحيح الأمور على النحو الذي يقترب من الأهداف الحقيقية للثورات اليمنية وأحلام الثوار والشهداء .
إن ذكرى الوحدة تآت اليوم وسط تحديات ذاتية وموضوعية ، واقع فيه اليمنيين في حرب مستمرة مع كل نفايات الماضي التي تقوّت بفضل سلوك النظام السابق ، تلك النفايات سممت حياة الشعب وعادت من جديد لمحاولة فرض ذاتها سيدا عليه بالقوة، لتنقلب على مخرجات ثورته الشبابية الشعبية السلمية بالتحالف مع النظام الذي مثل الحاضن الاول لوجودها ، حين اندست في مفاصل سلطته ، وأخذت تُمارس الفساد وتنسل بسلالتها وفكرها الاستعلائي البغيض في تشكيلات سلطته المختلفة، كي تضمن سقوط نظامه لتقوم على أنقاضه بديلا ، لكن الثورة الشبابية الشعبية السلمية أسقطت مسعاها، وهو بالتالي ما جعل التحالف معه مرة اخرى خيارا تكتيكيا لينتهي راس النظام قتيلا بيدها .
إن إرادة اليمنيين أقوى من المليشيا الحوثية الأمامية الطائفية، ومن تلك التي تظن أنها يمكن أن تعيد اليمن الى ما قبل وحدته ، وإن النهج الوطني الملتزم برؤية الشعب وثواره وشهداءه هي المنتصرة في النهاية والقادرة على تشكيل الواقع وفقا لمجمل أهداف اليمنيين وثوراتهم وثوراهم وتضحيات شهدائهم الابرار .
_ المجد والرحمة لشهداء الثورة اليمنية..
_ النصر للشعب اليمني العظيم..
وكل عام والوطن بخير ..