2019-05-22 الساعة 05:45م
في ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية نتذكر كيف بلغت النشوة الوطنية ذروتها ، يوم 22 مايو 1990، وكيف فاخر اليمنيون بأنفسهم كثيرا ، ونظر العالم بإكبار واحترام إلى اليمن وأهلها.
ونتذكر كيف حدث التكالب على سرقة الوحدة، بعد ما تحققت، من قبل قوى الهيمنة والجشع في الداخل، وكيف أحاطت بها المؤامرات من الداخل والخارج قبل وبعد تحقيقها، وكان أكثر ذلك يجري على استحياء وفي السر كثيرا ، وبالإنكار غالبا، أما اليوم، بعد ما تم تكريس شيطنة الوحدة بعناية ممنهجة ، وتحميلهاباطلا مسؤولية ما ليس لها به علاقة ، وبعد ما أُنهك الجسد اليمني بالإفقار والحرب ، فقد صارت جهود التفكيك والتقسيم والتقزيم، وإسناده من الخارج، تجري على قدم وساق، جهارا نهارا وعلنا.. بل هناك من يريد أن يضفي على جهود التفكيك والتقزيم والشرذمة طابع البطولة! وهي في حقيقتها خيانة وطنية وجريمة تاريخية متكاملة الأركان..
في كل حقب التاريخ، يكون اليمن القوي المعتبر المحترم ، دولة واحدة، كان ذلك في عهد الصليحيين و الرسوليين والطاهريين وفي بعض عهود الأئمة الأقوياء، كما أن الدول اليمنية القوية حكمت اليمن كله قبل الإسلام وبعده.. وفي حالات التشرذم والتفكك قد يصل اليمن إلى خمس عشرة دويلة هزيلة، وفقا لمحمد علي دبي الشهاري في كتابه؛ اليمن في ظل حكم الإمام المهدي..
ولم تظهر فكرة الشمال والجنوب ، ذات الدلالة السياسية الإنفصالية ، إلا في ظل الوجود الأجنبي، العثماني والبريطاني..ولم يكن شيء يزعج البريطانيين مثل مشروع اليمن الواحد والهوية اليمنية الواحدة، وبذلوا كل ما من شأنه إعاقة ذلك بالمال والمكر والسياسة والسلاح ..
ومعلوم أن الجنوب العربي مصطلح ومشروع استعماري بريطاني محض، وأريد به التشويش على الهوية اليمنية الواحدة والكيان اليمني الواحد.
ونحن نحتفي باليوم الوطني المجيد،22 مايو 1990، الذي توج اليمنيون فيه نضال المائة عام، بإعادة تحقيق وحدة اليمن؛ يتوجب مواجهة المشروعين الخطيرين معا، الحوثي الطائفي والإنفصالي الجهوي.ولا يجب التغاضي أو التقليل من خطر المشروع الذي يتبناه الإنتقالي ومن يدعمه اليوم ، فقد يدخل البلد في متاهات واحترابات لا تقل خطرا ودمارا عن مشروع الحوثي؛ إن لم يكن أكثر.
ويجب بالمقابل تخليص اليمن من مشاريع الإستحواذ والضم والهيمنة الجهوية والطائفية وإرساء مداميك العدالة، ولعل مشروع اليمن الإتحادي يشكل مقاربة ملائمة لتحقيق العدالة وإنهاء المظالم التي اتسمت بها حقبة ما بعد حرب 1994 وفي حقب سابقة .
وكل عام واليمن بخير وأهله بخير..