أهم الأخبار
قراءة أولية في الضربة الإسرائيلية المركبة: تصفية النخبة.. وتآكل الردع.. وانكشاف القوة الإيرانية… فماذا بعد؟"سام" تعزز حضورها الدولي عبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدةالسفارة الأميركية في جيبوتي ترفض طلبات فيزا لليمنيين بينهم أقارب لمواطنين أميركيينقائد القيادة المركزية الأمريكية: قتلنا خبير حوثي في الطيران المسيّر بالعراق ولم نتمكن من تدمير قدرات الجماعة كما حدث مع حزب اللهمن الوديعة إلى عرفات ثم مدينة الرسول والعودة.. رحلة إيمانية تُجسد الوفاء السعودي لتضحيات أبطال اليمناليمن في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: نطالب إيران بالكف عن سلوكها المزعزع لأمننا واستقرارناالسعودي بـ690 ريالًا.. العملة الوطنية تسجل أدنى قيمة لها على الإطلاق مقابل العملات الأجنبيةكتيبة الحماية بمنفذ الوديعة تعلن ضبط مليون قرص مخدر كانت في طريقها من صنعاء إلى السعوديةالمبعوث الأممي: تصنيف الحوثيين كإرهابيين "قرار سيادي أمريكي" ولا تقدم في خارطة الطريقنقابة الصحفيين تطالب بإنهاء الحرب على الإعلام وإطلاق المختطفين ورفع الحجب عن المواقع
علي عزي

علي عزي

مارب يتكلم من جديد.

2019-07-01 الساعة 07:52م

على حين غرة من الزمن  تستيقظ مأرب من سباتها العميق لتصحو صحوة نابه وفطن، لحظة أن عمَّ السبات والاندثار أرجاء أرض العربية السعيدة ومزقها وبال الحرب والنزاع الداخلي، وبقت مأرب تتقدم اسم اليمن وتستعيد مجدها المؤثل والعابق في أعماق التاريخ، استيقظ إلمقه وشمر عن ساعديه وفتح قلبه لكل من هب ودب ويطأ أرضه كل من ضاقت به السبل في ربوع اليمن لينقش اسمه بخط المسند على جدران المدينة خوفاً من الضياع والتلاشي.
إنها مارب مدينة العظمة والمجد، وليسمح  لي شاعرنا الكبير عبدالعزيز المقالح صاحب الديوان الشهير مأرب يتكلم في استعارة إسم ديوانه لهذا المقال الذي أردت للتو أن أفصح عن شغفي الأجد بهذه المدينة، وأنا اتجول لتوي في شوارعها منبهراً بحداثتها وسحرها ومأسوراً بانبعاثها الأصيل, وكنت قد زرتها قبل سنوات لكنها لم تكن كهذه التي أراها الآن، صدمتني دهشتها وهزني وجدانها المتألق، وبعثت فيّ نشوة الإلهام وسرت في كياني حماسة الحب ووهج السعادة لما بدت عليه المدينة من حيوية ونشاط وتوسع عمراني وبنية تحتية ومشاريع خدمية وإنسانية حيث تمد المدينة سواعدها شرقاً وغرباً وتصافح بيدها المجد وتعانق الأفق دون تريث وبثبات منقطع النظير ، وقد ينفي الزائر لمأرب أنها بهذه الصورة الخلابة الآسرة وأن السلطة المحلية في مأرب بذلت ذلك الجهد الجبار في انتهاز الفرصة التاريخية السانحة واستغلالها في تشييد المدينة ومنحها التاج الذي تستحق والمكانة التي تليق بها كمدينة تمثل اليمن في الماضي  وفي الحاضر والمستقبل حيث تحمل بحوزتها كل الأسماء والصفات التي تجعلها تحلق عالياً وتبرز كمدينة أولى في هذه اللحظات الراهنة، حين سقطت العاصمة صنعاء  بيد الانقلاب وغرقت عدن كعاصمة ثانية في متاهة الانتقالي والحزام الأمني، ووثبت مأرب بزيها السبئي ووشاحها الحميري حيث الحضارة والعمران تتزعم مشهد التاريخ اليمني حالياً ويثبت أبناؤها أحقيتهم بهذا النهوض وهذا التقدم الذي حرمت منه طيلة العقود المنصرمة من عمر الجمهورية وظلت مدفونة في الصحراء .
 ويفترض علينا ونحن في ثنايا دهشتنا بها كمدينة ناشئة أن نبدي رأياً توجب علينا طرحه يتمثل بأن تتخلص وهي في  طريقها للنهوض الاقتصادي والعمراني من العبثية والعشوائية، وأن تضع المخططات الملائمة لأشكال الشوارع والحارات حتى لا تظهر أمامها مشكلات التوسع في المداخل والمخارج والجولات وتضيق على نفسها دون أن تنتبه لذلك، وتبدو كمدينة مغلقة متخذة كل التدابير اللازمة للتخلص من عشوائية التوسع  وأن تردف ذلك التوسع بتعبيد الشوارع المستحدثة بالإسفلت والرصف وزرع الأشجار للتخفيف من الحرارة وتزيين الشوارع , كما ينقص المدينة والحارات المجاورة للمدينة حقاً وبشكل جلي وواضح الاهتمام الجاد بمسألة النظافة إذ بدت مهملة بشكل غير مرغوب فيه حيث تتوزع المخلفات في كثير من الأماكن، وتشكل عائقاً مستفزاً لكل من يزور المدينة ولو تم معالجة هذه القضية ستكتمل الفرحة بمأرب وسيتم الشعور بالبهجة، ولا أظن أن الجهات المسؤولة تعاني من عجز يمنعها من حل قضية النظافة  ولكن لدي أمل أنها ستلتفت لهذا الأمر وتتخذ ما بوسعها لزحزحة هذه الإشكالية والتخلص منها إلى مالانهاية ..
ولست هنا معاتباً  أو ناقداً لما عليه الحال في مأرب وإنما من باب الاستحسان بشكل المدينة وانذهالي بمنجزها  التاريخي الآسر وحبي الشغوف بمدينة صارت هي قبلتنا ووجتهنا اليمنية حيث الجذر التاريخي لاسم اليمن وحميريتها السبئية , إنها المجد إنها التاريخ إنها المستقبل ..سلام عليك من القلب يا مأرب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص