أهم الأخبار
علي العزي

علي العزي

مأرب: احتياجات ملحة

2019-07-10 الساعة 12:50ص

على الرغم من أن مأرب تبدو أمامنا كشاب في مقتبل العمر نشعر بالزهو والميل الشغوف إليه إلا أن الكثير من الأشياء ما تزال تثير فينا السخط من جانب، والطموح إن هو تحقق من جانب آخر، هذا هو حال مأرب وحال نظرتنا إليها، حال من بيده القرار والقدرة لكنه لا يستغل اللحظة كأنما أصابه اليأس الذي عم اليمن كلياً. ثمة مشاغل جوهرية تتكئ عليها أية مدينة توشك على النهوض وتكون مثار اهتمام واسع من قبل سلطات المدينة حتى يضمن لمدينتهم ما تربو إليه، فلدى مأرب نواقص منغصة واحتياجات هامة ينبغي توفيرها بيسر وإلحاح ومنحها الأولوية باعتبارها خدمات أساسية لا يمكن إغفالها أو إهمالها أو غض الطرف عنها، فغيابها يشكل عائقاً أمام سعادة الفرد والمجتمع وتجلب له التعاسة واليأس . لا يليق بمأرب أبداً ذلك المظهر الباعث للازدراء حيال مظهرها الخارجي المليء بأكوام القمامة والأوساخ في مدينة درجة حرارتها مرتفعة وتشهد عواصف رملية دون انقطاع مما يجعل السير وسطها منهكاً جداً، ينقصها بالفعل تفعيل خدمة النظافة في مختلف الأصعدة في الشوارع والحارات وتداعيتها عند أصحاب المطاعم والمخابز والبوافي حيث تجد روائح القمامة متفشية في طول المدينة وعرضها وما يثير غرابتي وقلقي كيف أن تلك المناظر لا تثير اهتمام صندوق النظافة والتحسين ولا تلفت انتباهها وكأنها جزء من منظر المدينة الطبيعي رغم مالديها من إمكانيات متاحة مادياً ومعنوياً وقادرة على إبراز المدينة في أبهى حلة فليست بذلك الاتساع الذي يصعب تشكيل صندوق نظافة فاعل ونشط للمسح اليومي للمخلفات وإلزام أصحاب المحلات بقوانين النظافة ورميها في أماكنها الخاصة واقتناء صناديق تتبع محلاتهم وألا ترمى في الشوارع حتى تمر ناقلات البلدية يومياً، ولا يقتصر أمر النظافة عند هذا الحد بل يمتد هذا القصور عند أصحاب المطاعم والمخابز بصورة تشعرك أنه ليس هناك اهتمام بالنظافة لا كثقافة، ولا كخوف من السلطات التي يجب عليها متابعتهم باستمرار ومعاقبة المخالفين بقسوة ليتعض المهمل ويتجنب العقاب المقصر. الشيء الآخر الذي يشكو الإهمال ويحتاج للمعالجة: انقطاع خدمتي الكهرباء والإنترنت اللذين يقلقان لحظاتك وأنت زائر للمدينة فمابالك بالمقيمين فيها، كيف يطيقون ذلك العبث دون أن يحركوا ساكناً ولا يزعجوا السلطة المحلية بوضع حد لانقطاع الكهرباء المستمر وتصحر خدمة الإنترنت؟ هذا والمدينة تعد موطناً لأغلب دوائر الشرعية وليس كمدينة نائية كما لو أنها عاصمة بالمعنى الاستباقي، حيث تشكل موطناً لحراك سياسي وعسكري وإعلامي وتعد جديرة بهذا الشأن فلماذا يعمل على خلق نفور وتذمر منها أهو متعمد أم ناتج عن إهمال غير مقصود أو يراد لها البقاء خارج التاريخ كما كانت دون أن تربح هذه الفرصة التي أتيحت لها؟. أما خاتمة احتياجات مأرب فهو ارتفاع أسعار السلع الغذائية دون مبرر بشكل جنوني وغياب تام لمراقبة ذلك الغلاء وكأن شهرتها طارت بين الناس بأن الربح فيها سريع جداً وباهض وعلى من يقصدها أن يجني ثروة في ظرف وجيز ويغفل الجميع هناك: سلطة ومواطن أن غلاء المعيشة سيؤدي حتماً إلى تدهورها اقتصادياً، وسينفر منها المواطن بعد حدوث انفصام بين مستوى دخله ومستوى احتياجاته مما يجعل مكوثه فيها غير ممكن. أكتب هذه الملاحظات بعد أن بقيت فيها ما يربو على أسبوع وأتمنى أن تلاقي كلماتي مستجيباً ومتفاعلاً وأن تضعها في دائرة الاهتمامات الملحة والتسريع بوضع الحلول الوشيكة لزحزحتها والمضي في التخلص منها في أقرب وقت، قبل أن يتسع الخرق على الراقع وتكون هذه الإشكاليات بدايات لتهاوي المدينة وتلاشيها.
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص