2020-01-21 الساعة 06:47م
إلى رموز الشرعية في الفنادق والملاهي والمتنزهات الذين يتابعون من غرفهم المكيفة خارج الوطن عراك الجماجم بصمت، ويشاهدون الأشلاء والدماء عبر الشاشات المسطحة ببرودة؛ ويبحثون عن الأخبار العاجلة في نوافذ اللمس الناعم.
لا تحية ولا سلام.. وبعد
لعلكم تابعتم باندهاش كيف بدت جبهة الشرعية في الداخل أكثر متانة وصلابة برغم كل خذلانكم..
لقد ابتكر الحوثيون أخطر العمليات الالتفافية، وجربوا مختلف الخطط القتالية، واستعانوا بالخبراء الإيرانيين الذين خاضوا حروبا في أكثر من مكان، ولكنهم انكسروا وعادوا على شكل صور مثبتة على جوانب الأطقم والسيارات..
ظن الحوثيون هذه المرة أنها عملية خاطفة؛ وسيعلنون أن دم سليماني لم يذهب هدرا؛ وأن نداء الاستغاثة الذي أطلقته زينب ابنة الحاج قاسم سليماني قد استجيب ..
لكن ذلك الحلم لم يتم، يوم أن قدم أبطال الجيش الوطني كل ما عليهم، وبذلوا كل الذي بوسعهم، وخاضوا معارك الشرف والبطولة، وكبدوا المشروع الإيراني خسائر فادحة، وأعاقوا تقدمه؛ برغم كل أساليب الحصار وأشكال الخذلان..وبقي أن نسأل ماذا فعلت جبهة الشرعية في الخارج؟
لقد فشلت في كل جولة، ولم نلمس من منجزاتها سوى قرارات الإعاشة التي تستنزف ميزانية شعب تجاوز كل خطوط الفقر..ولم نرَ منها سوى مصادرة مرتبات الأبطال الذين يذودون عن كرامة هذا الشعب، ويحرسون موارد المناطق المحررة؛ ليعود ريعها- بكل أسف- لصالح جناح عوائل نزلاء الفنادق في الرياض والقاهرة..
والذي صدركم علينا ليبتليكم، ستتحملون كل تبعات هذه المرحلة ومآلاتها، وسنعريكم أمام الأجيال القادمة، وسنسلط عليكم لعنات التاريخ، وحقد الأيتام، وستكون هذه الكروش وبالا عليكم حينما تنهال عليكم أحذية المعاقين، يوم أن تفروا مثقلين منبوذين ولا استطاعة..