أهم الأخبار
زايد جابر

زايد جابر

سيناريوهات الحرب على الجنوب

2015-03-24 الساعة 08:07م

خطاب عبد الملك الحوثي كان إعلان حرب وتعبئة عامة لأنصاره لاستكمال سيطرته على بقية المحافظات اليمنية ، وقد أستغل تفجير مسجدي بدر والحشوش في العاصمة صنعاء ليوهم أتباعه أن هذه الحرب هي انتقاما للضحايا الذين سقطوا في حين أنه كان يعد العدة لاقتحام تعز والجنوب قبل هذه التفجيرات ..

الحوثي يسابق الزمن ليحدث تغييرات على أرض الواقع قبل انعقاد مؤتمر الرياض الذي سينعقد لأهداف محددة تتلخص بالتمسك بالشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي والعمل على استعادة مؤسسات الدولة وأسلحة الجيش المنهوبة ما يعني أنه ضد الانقلاب الحوثي وما اتخذه من إجراءات بعد 21 سبتمبر 2014م. .

هذه التحركات التي بدأها الحوثي على الأرض والمتمثلة بدخول مسلحيه إلى تعز ومحاولة التقدم عسكريا في جبهة مارب من جهة البيضاء واستمرار الحشد على الجنوب يعني أن المواجهة العسكرية باتت حتمية وان فرص الحل السلمي قد تلاشت ..وأننا أمام ثلاث سيناريوهات ستنتج عن هذه المواجهة:

السيناريو الأول :ان تتمكن القوى المؤيدة للشرعية وبدعم إقليمي من صد وإيقاف توسع الحوثيين وإلحاق الهزيمة العسكرية بهم ومن ثم الاستمرار في تحرير المناطق التي استولى عليها الحوثيون بما في ذلك العاصمة ومؤسساتها الشرعية .

السيناريو الثاني : أن يتمكن الحوثيون وحليفهم صالح من استكمال سيطرتهم على المناطق الشمالية وعدم المغامرة في التوغل بالجنوب وبذلك يكونوا قد فرضوا انفصالا عمليا ..بين الشمال والجنوب ..وتتمكن اللجان الشعبية التابعة لهادي وبعض قوى الحراك الانفصالي من السيطرة على المؤسسات والمعسكرات في الجنوب .

السيناريو الثالث :ان يواصل الحوثيون وحليفهم صالح مغامرتهم في الاتجاه نحو الجنوب وينجحوا في القضاء على مقاومة اللجان الشعبية ..

كل السيناريوهات متوقعة ولها تكلفتها بيد أن السيناريو الأول هو الأقل كلفة على الوطن ومستقبل سلمه الاجتماعي ومحاصرة الصراع المذهبي والطائفي ..أما السيناريو الثاني والثالث فإن نتائجه ستكون كارثية على اليمن بأسره بما في ذلك الحوثيون لأنهم لن يتمكنوا من السيطرة الفعلية على شمال اليمن الذي لن يقبل بهم بسهولة كما يتوهمون خصوصا في مناطق ما كان يعرف باليمن الأسفل الشافعية كما أنه لا توجد مؤشرات على امكانية حدوث انفصال امن ما يعني أن الجنوب سيكون هو الآخر مرتعا لجماعات العنف وخصوصا القاعدة والتي ستدخل في صراع دموي مع الحوثي حتى ولو اكتفى بالسيطرة على الشمال . أما إذا دخل الحوثي الجنوب كما في السيناريو الثالث ولم تظهر مقاومة وطنية تحت غطاء الشرعية وبدعم إقليمي .فإن ذلك يعني تهيئة المجال للقاعدة وداعش لاستثمار انتهاكات الحوثي ورفض الشعب لسيطرته لتبني مقاومة تتخطى البعد الوطني وتدخل اليمن في صراع طائفي لم تعرفه طوال تاريخها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص