2020-07-27 الساعة 03:48م
هذه أضواء كاشفة على جراح تعز الحالية.
بدون تشخيص ومعرفة أماكن الجروح النازفة، لن نتمكن من إنقاذ تعز.
أولا: ذكرى الحمادي
**
١- توقفت الإمارات من دفع أي مبالغ للحمادي في الأربعة الأشهر السابقة لمقتله بسبب رفضه الإنضواء تحت قيادة طارق صالح
٢- وكانت أصلا قيادة الجيش الوطني قد توقفت عن تسليمه المرتبات والاعتمادات المخصصة بإسم اللواء ٣٥
٣- كان عدنان الحمادي متضايقا للغاية من انقطاع المرتبات والاعتمادات عن أفراد اللواء ٣٥
٤- عرضت الإمارات على الحمادي أن ينتقل إلى الإمارات هو وكل أفراد أسرته للإقامة مع كل مظاهر الضيافة والحفاوة، لإخلاء الجو لها، ولكنه رفض.
٥- هناك من يقول بأن القائد الحمادي قد كان أعد نفسه وتجهز للسفر إلى القاهرة في اليوم السابق لعملية اغتياله.
٦- تم اغتيال القائد عدنان الحمادي على يد أخيه في بيته الذي "أحضروه" لوداع أخيه قبل السفر لأنه لا يجوز أن بسافر بدون أن يتوادعا ويتصالحا.
كان هناك عداء بين الأخوين بسبب الشحن المتواصل للأخ القاتل: "محمد هو الذي أكل صلعتك" كما يقول الراوي لهذا المشهد.
الأخ القاتل، كان يمر بحالة نفسية وتم شحنه بأن كل سبب مشاكله مع زوجته وعقده النفسية إنما هو أخوه البارز اللامع القائد ورمز الحجرية والذي هو أيضا كبير الأسرة.
٧- قفز الكثيرون لتمجيد الراحل عدنان الحمادي مع الإيحاء بأنهم الورثة الشرعيون لذكراه "الخالدة".
مع الإصرار على أن يكون البديل لقيادة اللواء ٣٥ من رجالهم ويشعر بالامتنان لهم.
٨- أسئلة هامة:
•من الذي شحن القاتل وعبأه نفسيا؟
•من المستفيد من فراغ الحجرية من شخصية قيادية محترمة؟
**
ثانيا: الإمارات والحجرية
**
١- تواصل قادة اللواء ٣٥ الذين يصممون على أنهم ورثة شرعيون للقائد الراحل الحمادي مع الإمارات بغرض عودة الفلوس والاعتمادات.
٢- وافقت الإمارات على الإغداق عليهم كلهم بالأموال بشرط أن يكون ذلك بواسطة طارق صالح إبن أخ الرئيس السابق الذي نصبته قائدا للساحل الغربي تحت إسم قائد حراس الجمهورية ثم أصبح الإسم المتداول له في نشاط التلميع المكثف له بعد ذلك قائد "المقاومة الوطنية" ليشمل بذلك المقاومة التهامية والعمالقة واللواء العاشر بقيادة أبو العباس.
٣- الإمارات- عن طريق العميد طارق صالح- مصممون على أن تكون للحجرية وجاهات مدنية محلية جديدة "صنع يد".
وهم "يمشيخونهم" في بلاد لا تستعمل هذه المسميات.
ويستعملون ليلا نهارا مفردات "قبائل الحجرية" في بلاد تستهجن القبِيلة والقبْيلة ولا تعترف إلا بالشريعة والقانون.
ويجندون فقراء الحجرية ويسلحونهم لينضووا كأفراد في اللواء العاشر ويسمونهم "قبائل".
٤- الإمارات، قد نجحت في الوصول إلى مسؤولين كبار في الدولة اليمنية- بملايين الدراهم- ليقوموا بأدوار "اللوبي" في مراكز اتخاذ القرار في الشرعية وحتى في "مكتب" الرئيس هادي.
والإمارات و "أتباعها"، يريدون تعيين شخصا إسمه علي النقيب الذي هو أصلا ضابطا فخريا وليس خريجا من الكلية الحربية.
وهم يقومون بدور مراكز التأثير والتلميع لرفض أي تعيين لقائد اللواء ٣٥ لا يتبع الإمارات، ومنها معارضة قرار تعيين العميد الشمساني من قبل رئيس الجمهورية.
يبدو أن الإغراء والإغواء و "طَعْم وطُعْم الحالي" في أوساط رفيعة المناصب، جعلهم يتمادون بمحاولة إرغام الرئيس هادي لتغيير قراره.
وهذا أمر غير مسبوق حتى بالمقاييس والمعايير اليمنية التي هي أصلاً هابطة ومتدنية.
٣- السعودية، تاركة موضوع الساحل الغربي والحجرية وكل تعز للإمارات، وهي لا تدري بما يحدث مثلها مثلنا وتضرب أخماسا في أسداس.
وهذه الكلمات ليست تبرئة للمملكة السعودية، فهي أولا وأخيرا قائدة هذا التحالف وهي التي جلبت لنا الإمارات.
**
ثالثا: الإمارات وأبو العباس
**
١- كان أبو العباس قائدا ل "كتائب أبو العباس" التي قامت بتحرير أحياء تعز الشرقية، ثم استحالت الحياة داخل المدينة بينه وبين حزب الإصلاح فخرج مطرودا مع أتباعه السلفيين على سيارة الهلال الأحمر الإماراتي التي قدمت من عدن لإنقاذهم وإخراجهم.
واليوم، أعادت الإمارات أبو العباس إلى تعز تحت غطاء طارق صالح وقيادة الساحل الغربي تحت إسم قائد "اللواء العاشر".
قوام اللواء العاشر، يتكون من السلفيين السابقين والذين قاتلوا من قبل مع أبي العباس
والقوام الأكبر لهذا اللواء العاشر العباسي الطوارقي الإمارتي، هم من فقراء الحجرية الذين يجندهم عادل العزي- نائب أبو العباس- بعد أن يسميهم "قبائل".
يسميهم قبائل، ولم يعرف آباءهم ولا أجدادهم عصبيات: "الداعي" و "المغرم" ولا "النَّكَفْ" أو "الفِيدْ".
يسميهم قبائل، ولقمة العيش العسرة تجعلهم لا يكترثون لما تطلق عليهم من أسماء ولا لمن يرتزق فوق ظهورهم من جيرانهم وأهل بلادهم ومتحزبيهم والذين يرتعون في المناصب العليا على مستوى المحافظة أو الجمهورية.
**
رابعا: فن إثارة الفوضى
**
بعد أن تَحرِث الأرض، وتُفرغ الحجرية من قائد كبير يستطيع أن يطفئ الحرائق والفتن، فإن كل شيئ يصبح سهلا بعد ذلك، ويتم بمشاهد متسارعة.
•خلق حالة توتر موضعي، يقتل فيه شاب في مقتبل العمر إسمه حبيب وليد وترتفع هتافات: الانتقام أو الموت الزؤام.
•مظاهرة محلية، يتم بعدها مد موائد الغداء وتفريق المصاريف، بعد أن هتفوا مطالبين بإلغاء قرار رئيس الجمهورية بتعيين الشمساني قائدا للواء ٣٥.
•دفن الشاب المرحوم حبيب وليد الذبحاني، يتم بمصاحبة ١٠ طقوم مسلحة، وأثناء مرورهم أمام منزل عبده الزغير- القيادي في اللواء الرابع جبلي- يقومون برمي قنبلة وإطلاق الرصاص على المنزل فيسقط أحد القتلى مع جريحين.
ويصاحب هذا إطلاق نار من جبل بيحان في إتجاه بيت عبده الزغير.
جبل بيحان، يعتبر إسميا، مع اللواء ٣٥ ولكنه فعليا مع شلة عادل العزي واللواء العاشر الذي هو مصمم على تسميتهم ب "قبائل" الحجرية.
•قام أفراد اللواء الرابع جبلي- المحسوب على حزب الإصلاح- بالانتشار السريع وأسكت كل مصادر النيران سواء من الأطقم العشرة المشيعة للجنازة أو التي تأتي من بعيد من جبل بيحان.
•جاء دور حزب الإصلاح ليقوم بمظاهرة شعبية ردا على مظاهرة "قبائل" الحجرية، ولكن جاءت الأوامر من طارق صالح والإمارات بإطلاق النار عليهم.
فرصة ثمينة في فنون الفتن والفوضى، لا تُعوض.
وسقط ١١ جريحا من المتظاهرين ومُنعت المظاهرة من الوصول إلى مدينة التربة ردا على مظاهرة "قبائل" الحجرية التي هي في صف الروضة تتعلم القَبْيَلَة على يد عادل العزي وطارق صالح.
*
خامسا: بيان الدائرة ٦٧
**
دائرة برلمانية، تصدر بيانا تدين فيه اقتحام بيت مسؤول التسليح في قوات طارق صالح ويتم ضبط أسلحة نوعية وبنادق قناصة منصوبة فوق سطح بيته، في مدينة التربة التي أصبحت مكانا مفضلا لسكنى ضباط وعائلات المنتتسبين لقوات طارق صالح.
وهذه الدائرة البرلمانية، لم تصدر عنها ولا إشارة لإطلاق الرصاص على مظاهرة سلمية تابعة لحزب الإصلاح، وهذا كان من حقهم حتى لو كانوا خصوما وأعداء.
وهذه الدائرة ٦٧، هي من دوائر المؤتمر الشعبي الذي معه موقف واضح من أحداث الحجرية مخالف لما جاء في بيان الدائرة.
ونحن لم نسمع من قبل بأن دائرة برلمانية، تصدر بيانا.
ونحن نعرف أن الدائرة ٦٧، هي دائرة رئيس مجلس النواب سلطان البركاني.
**
سادسا: الحزب الإشتراكي
**
أصدر بيانا يدين فيه إطلاق الرصاص على المظاهرة السلمية لحزب الإصلاح.
وسكرتير الحزب الإشتراكي في تعز- الصنوي- حضر اجتماع استلام العميد الشمساني لقيادة اللواء ٣٥ من قائد أركان اللواء الأهدل بحضور محافظ تعز.
هذا حَسَّنَ كثيرا من صورة الحزب الإشتراكي التي شابها الكثير في الفتن الأخيرة.
**
سابعا: التنظيم الناصري
**
وقع في فخ، الكثير من مساميره وأشواكه وحباله هي من صنع يده.
نحن لا نريد أن يبقى التنظيم الناصري في الحفرة التي حفرها لنفسه ولبلاده بنفسه.
ونحن لا يهون علينا أن نتركه يقع في هذه الحفرة ولا نقيله من عثرته.
ونحن لن نلبس ثياب الواعظين، ونبدأ بالخطب والنصائح التي لا معنى لها.
هم أبناء البلاد ومتمرسون ويعرفون كيف يخرجون وكيف يرفعوا رؤوسهم وكيف يرفعون رؤوسنا معا.
**
ثامنا: حزب الإصلاح
**
هو الهدف الذي تكشر نحوه مخالب وأنياب الإمارات وطارق صالح وأبو العباس وعادل العزي و "قبائل" مُفَرَّخة تتعلم القَبْيلة على يد "چَهال" صالح.
ونحن لن نرضى أبداً أبداً أبداً باجتثاث حزب الإصلاح على يد هذه المخالب والأنياب.
معنا ألف تحفظ وتحفظ على حزب الإصلاح، كما عندنا تحفظات على الأحزاب الأخرى.
ولكن الفراغ الذي سيخلقه غياب حزب الإصلاح من تعز، سيشفط ويجذب إلى داخله كل الحشرات والهوام.
الجميع يجب أن يتماسكوا ويبقوا، فنحن بحاجتهم كلهم.
وحزب الإصلاح، يستطيع أن يدافع نفسه وستكون معركة فظيعة سيتكبد فيها الجميع الخسائر.
وسنتأسى نحن على مآسينا وندخل في طور جديد من أطوار الضياع المتتالية المتلاحقة.
وهذا رجاء متكرر مني- أعيده من جديد- لحزب الإصلاح بأن يجد الطرق والأساليب التي لا تجعله وحيدا بين القوى المحلية.
أي كيان لا يستطيع عقد تحالفات مع آخرين، لا بد وأنه يعاني من مشكلة جذرية أصيلة مهما كانت بياناته ودفاعه عن نفسه.
**
تاسعا: محافظ تعز
**
١- الأخ نبيل شمسان، معه تكليف رسمي- غير مسبوق- من رئيس الجمهورية بمتابعة تمكين العميد عبدالرحمن شمسان من تولي مهام منصبه.
٢- الاجتماع الصوري وتوقيع أوراق تسليم اللواء ٣٥، ماشي الحال وخطوة أولى ولكن يجب التسليم الفعلي لكل مواقع اللواء وامتثال الضباط والأحزاب لقرار رئيس الجمهورية.
٣- أنت قمت بعمل ممتاز بإجبار كبار ضباط اللواء ٣٥ بتسليم الملايين من الدراهم التي تسلموها من طارق صالح والإمارات لخزانة اللواء (والله يعلم بكم هي الملايين لم تُسلم).
٤- يجب أن يتم تسليم جبل بيحان للقوات الخاصة (يعني الأمن)، كما سبق من قبل تسليم جبل صبران.
لا يجوز أبدا أن يكون جبل بيحان تحت سيطرة عادل العزي.
٥- أنت لن تستطيع الاستمرار بإرضاء جميع الأطراف (التي بعضها لا يعترف بالشرعية)، فسمعة وسلامة وأمن تعز هي من مسؤولياتك وواجباتك العليا.
**
عاشرا: تلطيخ إسم تعز
**
لا أدري ما سر هذه الرغبة المحمومة لتلطيخ سمعة تعز كلما انكفأت على وجهها.
•هات لي أي محافظة في اليمن- أو حتى أي مكان في العالم- وعَرِّضها لفلوس الإمارات ومدرعاتها وصواريخها الحرارية.
•واجلب لهذه المحافظة حارس الرئيس صالح الذي هرب من نوبة الحراسة وأعطى الحوثيين إحداثيات تواجد عمه الرئيس ليتسنى له- أي طارق صالح- الفرار ويتركه طعما وصيدا سهلا ليقتلوه بشج وشق رأسه في مقدمة الجانب الأيسر من الجمجمة.
•ثم وظِّف كل خبراء الفتن والفوضى ليعملوا في الحجرية.
•ثم دغدغ مشاعر الانتقام والحسد والغيرة بين الأحزاب.
•ثم الحس عقل ضعاف الناس وغيِّر إعدادات المسؤولين الكبار بملايين الدراهم الإماراتية
•ثم العب على عقل شوية "جعانن" في الحجرية وقل لهم بأنهم "مشائخ".
•ثم هات عادل العزي (الذي ربما يكون من أتباع الحوثي)، واملأ جيوبه بالمال ليلعب بعقول فقراء الحجرية ويملأ بطونهم الجائعة مع علاقي قات كل يوم.
هات لي هذه الخلطة وارجم بها على أي مجتمع، ودعنا نراقب إن كان سيتم التهامه وقضمه بسهولة في غياب الدولة والحماية أم أنه سيمتنع وسيمانع.
نحن نتألم وننزف من كل من يحاول أن يلطخ سمعة تعز وأهلها ورجالها ونساءها وأطفالها بسبب هذه الأحداث- حتى لو كانوا من أهلنا- بنفس الطريقة التي نتألم منها من الذين يخونونها ويبيعونها أو يعتدون عليها أو يقضمونها ويقطعون أوصالها ومثل كل من يصيبنا في مقتل ويحاصرها ويقنص أطفالها وينهب خيراتها.
ويا تعز، لن نتركك وحدك.
لن نتركك يا تعز.
------------
*نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك