2020-08-26 الساعة 05:38م
تكرر الحديث مؤخراً عن تمثيل القضية الجنوبية ونفي الحق في ذلك عمن لايؤيد مطلب الانفصال أو استقلال الجنوب كحل للقضية. وتعالت هذه الأصوات، خصوصاً بعد نجاح فعاليات الائتلاف الوطني الجنوبي، من قبل من لايرون الجنوب إلا أنه إقطاعية تتبع ما يرونه هم وما يحقق مصالحهم وحدهم في وصاية استبدادية تستخدم القوة والسلاح لتحقيق ذلك متلفعين برداء الوطنية والحرص على الجنوب.
الجنوب له قضية تمس الإنسان الجنوبي مباشرة وتمس تاريخه منذ مراحل النضال ضد المستعمر وحقه بالحرية والمساواة وتحقيق العدالة في وطن يحفظ هذه الحقوق، وليست مجرد شعار سياسي يرفعه لاجئ في أوروبا أو تاجر في نيويورك أو مليشاوي يتقاضى أجره من دولة خارجية.
قضية الجنوب تجاوزت إطار مشكلة فصيل من حزب حاكم فقد السلطة وعادت لتكون قضية شعب صودرت حريته وهدمت مقوماته المجتمعية، وتعزز الوعي بذلك لدى قطاع كبير من الشعب رغم العمل الكبير على تزييف الوعي وبناء القضية على مقومات عمادها الكراهية والعنصرية التي لاتأتي بخير أبداً.
ولأجل إيجاد حل عادل للقضية تداعى مختلف أبناء الجنوب للمساهمة في ذلك عبر تشكيلات ومكونات سياسية متنوعة تسعى بطرقها لإيجاد الحل الذي يحقق الحرية و العدالة والمساواة فظهر التنوع منذ وقت مبكر، وقوبل هذا التنوع بالتنمر والعداء والتحريض ضد كل صاحب رأي يخالف رأي ذلك الفصيل العدمي الإقصائي.
من حق أي فصيل جنوبي أن يطالب بالاستقلال ولكن ليس من حقه اختزال الجنوب ونضالاته وتاريخه في رأي فصيل أوصلته لهذا الرأي تقلبات السياسة وزوال المصالح والمكتسبات. ومن حق أي فصيل جنوبي أن يصدح برأيه ويمارس حقه في العمل السياسي باسم الجنوب.
جنوب التنوع والسعة لا جنوب الضيق والإقصاء والانفراد.