2020-11-23 الساعة 04:45م
وضع الحوثي يده على الجرح اليمني الذي نتج عن الصراع بين الإصلاح والمؤتمر في ٢٠١١ واستكملت حلقاته في ٢٠١٤ ، ورغم دعوات المصالحة التي تطلق من بعض الحريصين إلا أن العداء يظل ساكنا في قلب كل طرف ، ومن هذا الانقسام استفادت عصابة الحوثي الإرهابية من النيل من الشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذه الخصومة ثمنا باهضا .
أزعم أن قيادات الإصلاح في وضع أفضل من قيادات المؤتمر المشتتة هنا وهناك وبالتالي عليها أن تقطع خطوة جريئة باتجاه المصالحة ، واستعادة الوحدة الوطنية ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة التي تمر بها اليمن والمشروع الوطني على حد سواء ، ونحن ندرك أن هناك أفرادا في المؤتمر والإصلاح لا يريدون المصالحة وإلا لكانت قد حدثت منذ زمن طويل ، فعلينا ألا نتوقف عند هؤلاء المعطلين ونتجاوزهم إلى أولئك الذين يقدرون مخاطر المرحلة القادمة في ظل استمرار الانقسام .
ولو استطاعت قيادات الإصلاح والمؤتمر المنضوية في إطار الشرعية أن تكسر نغمة الحصص والحقائب المطلوبة لتشكيل الحكومة والدخول بأسماء موحدة دون وضع حدود بين حصة كل طرف والدفع بكفاءات مؤمنة بالمشروع الوطني ولديها برنامج يحمي القضية الوطنية ويدافع عنها وبكل قوة فإن ذلك سيقوي القرار الوطني وسيحمي الشرعية من الاختراق .
هناك اليوم مننا من شاهد اللص يسرق بيته وينكر أمام قضاة العالم أن الذي أخذ ماله وطرد أبناءه هو لص غريب ، بل اعترفوا له بأنه صاحب البيت والأرض وأنهم ليسوا إلا مجرد مستأجرين وفي الوقت نفسه يتخاصمون على الإيجار وليس على الملك ، فهؤلاء يبحثون عن شقق يستأجرونها في عماراتهم وتوقفوا عن مشروع استعادة العمارة حقهم .
أخطأنا فما هو الحل ؟
مع الافتراض أن كل الأطراف أخطأت والأمر كذلك بالفعل ، فلماذا لا تراجع هذه الأطراف أخطاءها ، خاصة وهي تدرك أن الدولة والجمهورية في خطر ، وتدرك أن المشروع الإيراني الصهيوني يتكامل في المنطقة من خلال أدواته ، فهذه إيران تسقط ثلاث عواصم عربية وإسرائيل طبعت مع ثلاث عواصم أخرى ، والحوثي والإمارات وجهين للتطبيع والإسقاط .
أقولها بكل وضوح ، هناك من يعمل على شيطنة حزب الإصلاح ، وهناك من يعمل على إخراج المؤتمر من صراع المواجهة مع الحوثي ، وهذا يجعل الصف الجمهوري يقف على مفترق طرق ، علينا أن نتجاوز أزمة الثقة وألا نجعل لخطاب الدوشنة الذي تقوده أطراف هنا وهناك مكانا في خطابنا السياسي والإعلامي وأن نتجاوز الدهماء إلى قادة الرأي والفكر ، فقد ضاق اليمنيون جميعا من هذا الصراع الذي أوصل اليمن إلى الانهيارات المتعدة وسيقضي إذا استمر على الحزبين ، لأن هناك من يريد الخلاص منهما .
نحن اليوم أمام مشاريع صغيرة ملامحه مليشيات تابعة ومشروع وطني عنوانه الشرعية الدستورية ، بكل عيوبها ، فهل يعقل وفي ظل المليشيات الانقلابية المتناثرة كالفطر وإضعاف المواجهة مع الحوثي أن نجر الشرعية إلى مربع المشاريع الصغيرة ونتخلى عن المشروع الوطني لصالح الإمامة والاحتلال ؟
في السياسة هناك ما يسمى الالتقاء وسط الطريق ، بمعنى أن يعترف كل طرف بخطئه ويمارس النقد على نفسه ويعتذر للشعب ، هذا يساعد كل طرف أن يتنازل عما كان يعتقده صوابا أو خطوط حمراء والتنازل لا يكون للطرف الآخر بل للمصلحة الوطنية ، وبهذا سيلتقي الطرفان وسط الطريق وفي قلب المشروع الوطني التحرري ، واستمرار الصراع داخل الصف الجمهوري سيضعف الشرعية وسيعمل على تغييب اليمن من المحافل الدولية وستعيث المليشيات المتواطئة مع المشروع الإيراني الصهيوني فسادا وتدميرا .