2020-12-28 الساعة 07:20م
أخبرني الشيخ سليمان الفرح رحمه الله أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر اتصل له من سرير المرض في أحد مشافي السعودية، مساء أول يوم من معركة مواجهة التمرد الإمامي.. وسأله: أيش وقع عندكم في صعدة يا شيخ سليمان؟ أجابه بأن الحكومة حركت حملة عسكرية لتخمد تمرد ابن بدر الدين، فقال له الشيخ عبدالله: "أخشى أنهم فتحوا باباً لا يُغلق".
ثم من على سرير المرض بعث برسالته لقبائل صعدة يدعوها للوقوف صفا واحدا في وجه الكهنوت.
أياً كانت انطباعاتكم عن الشيخ الأحمر، فقد كان رحمه الله، جمهورياً بالفطرة، رحل ولم يسد مسده أحد، ولقد كنت أحترمه بدون أن ألتقيه، ويوم توفي قبل 13 عاما رثيته بهذه الأبيات:
وقوفاً، إذا الحزنُ مثل الجبالِ
سنذرف يا شيخ دمعَ الرجالِ
وقوفاً لأنّا فقدنا كبيراً
جسوراً وقوراً حكيماً وغالي
سنصطف صمتاً يهز الحنايا
ويبلغ سمع الطباق العوالي
لأنك فينا المهاب المرجّى
وأنت الصريح الذي لا يبالي
وكنت بكل الملمات حرزاً
نلوذ به في سواد الليالي
إذا ما أدلهمت علينا خطوب
وجدناك فوق احتمال الخيالِ
أميناً محباً حصيفاً وصباً
وهاماً تطاول هام المعالي
بلادي بفقدك يا شيخ يُتمٌ
مديدٌ عديدٌ كيتُمِ الرمالِ
بلادي لأنك في مقلتيها
ضياء يسابق ضوء الهلالِ
أنا والمآذنُ يا ويح حزني
وقد شادها في السفوح الخوالي
وأوقظ في كل نفس إباءً
وصدقاً، ونافورةً من لآلي
لسبتمبرٍ كان حصناً منيعاً
لأحراره كان صنواً مثالي
وللمعشر الحر كان امتداداً
وقد كاد ينزاح نحو الزوالِ
وأهدى إلى القدس ما قد تبقى
وسل عند "داكار" رد السؤالِ
دمٌ وحدويٌ بصدقٍ وعدلٍ
فلا ذا جنوبي ولا ذا شمالي
بلادي ومن مثلها يا بلادي
لها كلُّ عمري و"حالي ومالي"
بلادكَ يا ذا المروءات شعثا
تناهت بسقمكَ نحو الهزالِ
وباغتها المسُّ من دون إذنٍ
فماذا بفَقدكَ يا شيخ حالي؟