لم تعد أثار حرب الإستنزاف التي تدار بشكل عبثي منذ عدة سنوات في بلادنا مقتصرة على ما ألحقته من أذىً ومعاناة لليمنيين، ولكنها أصبحت مصدر قلق وإحراج للمجتمع الدولي ، وهاهي إدارة الرئيس "بايدن" تجعل إيقاف هذه الحرب من أولوياتها القصوى ، وتُعلن وقف مشاركتها فيها .
طبعاً ايقاف مشاركة الامريكان لا يعنينا فليست ذات اثر ملموس، ناهيكم عن أن حربنا مع عصابة الحوثي لا تحتاج دول عظمى، ولا مليارات الدول الثرية ، كل ما نحتاجه صدق مع الله ومع اليمنيين، ووضع حد لعبث العابثين وفساد الفاسدين.
كما لا يجب النظر إلى إعلان إدارة "بايدن" أنها ستعمل لوقف الحرب في اليمن بوصفه قرار يخدم مصلحة الحوثي ، على النقيض تماماً، الحوثي هو المستفيد الأكبر من إستمرار الحرب بهذا الشكل العبثي ، والواجب عليك فخامة الرئيس وعلى قيادات الشرعية جعل المساعي والنوايا المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة تصب في مصلحة إنهاء الإنقلاب ومعاقبة الإنقلابيين، وتطبيق القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن في عهد إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق اوباما.
فخامة الرئيس :
لست اليوم أمام ترف الاختيار بين العودة من عدمها، لكنك أمام واجب يمليه عليك موقعك ومسئوليتك وقسمك الذي أديته _ وهذا الواجب يحتم عليك سرعة العودة للوطن _ .
فإذا كانت عدن أو سقطرى أو اي جزء من اليمن واقع تحت الاحتلال الإماراتي، وإن تغلف بغلاف وطني ، فأعلنوا ذلك للملأ ، وبينوا ذلك للعالم وللقوى الدولية التي أعلنت بالامس عزمها مواجهة الديكتاتوريات ، وبادروا بالعودة الى المناطق المحررة وهي كثيرة .
عُد الى مأرب وستجد جيش الوطن وقبائل مأرب وأبناء اليمن في مأرب يضعوك في حدقات عيونهم، وإن شئت عُد الى سيئون وأنا على ثقة أن قبائل حضرموت العزة والشموخ ستكون حصنك الحصين بعد الله عز وجل ،
او إذا أردت فعُد الى تعز ، حيث لن يبخل أحرارها ببذل دمائهم في سبيل الله والوطن ، وهذا ديدنهم مذ عرفنا انفسنا، كيف ولا وتعز قلعة الصمود والحرية
وأنت في غِنى عن الحيرة في إختيار مكان العودة وشبوة الشموخ في الوجود ، فهي بفضل الله وبرجالها وابنائها وأحرارها وأرضها الطيبة التي تأبى الضيم وترفض الخنوع تقف سدً منيعاً أمام مشاريع التخريب والإستعمار .
عُد يافخامة الرئيس، انت وقيادات الدولة حتى ولو في خيمة في الوديعة ، وستجد الشعب اليمني التواق لدولته وأمنه وإستقراره خلفك ، ولن تحتاج للدعم الأمريكي الذي أعلنت أمس إيقافه عن التحالف ، ولا إلى غيره .
عُد ومارس أعمال السيادة المستلبة ، ونظف جهاز الدولة في المناطق المحرره من الأبواق والعملاء ،
وقُد معركة التحرير بنفسك وسيوفقك الله .
عُد وبإذن الله وقدرته ستعود عدن وتعود صنعاء وتعود سقطرى وتعود اليمن .
وعندما تعود فلا خوف ولا قلق مما تعلنه الولايات المتحدة او غيرها عن مساعيها لإيقاف الحرب، لإنك وشعبك وجيشك بإذن الله هو من سيوقِف الحرب بالوقوف القوي أمام الطامعين، ومواجهة المفسدين في الارض ولفظ الفاسدين ، وإسترداد السيادة والكرامة الوطنية والسلطة المغتصبة ، وتعرية الأقزام والأذيال .
عُد وأرسم انت وأبناء وطنك مستقبل بلادك ، قبل أن تُفرض عليك تسويات مهينة ، وحلول مستوردة يُمليها الطامعين ، ويصعب عليك الوقوف القوي أمامها وأنت ضيف ثقيل على غيرك ، ولكنك وأنت في وطنك ووسط شعبك ستكون عصي على كافة المؤامرات والإملاءات من أي كان .
عُد يافخامة الرئيس قبل أن يستحيل أن تعود .