في الثاني والعشرين من مايو العظيم، تولى شعبنا زمام المبادرة في صياغة مستقبله الحضاري، وتم إزالة ما لحق بالهوية اليمنية الواحدة من تشوهات بأثر من اتفاقيات التقسيم في القرن العشرين، التي لم يكن لشعبنا خيار فيها.
في مايو قبل واحد وثلاثين عامًا انتهت مرحلة من التشرذم من حياة شعبنا كانت هي الأسوأ في تاريخه، إمامة واستعماراً وفقراً وجهلاً وتخلفاً.
لقد أدخَلَنا الحوثيون، بدعم إيراني وطموح للهيمنة، في معمعة تكاد تأكل الأخضر واليابس، تدفعهم هواجس الاستعلاء والتميز، ورغبة محمومة في السلطة، لقد هدد الإماميون العنصريون السلاليون الإرهابيون الجدد وحدة شعبنا، ويتحمل الحوثيون وزر ما أحدثوه من شروخ في جسد الوحدة، وما ألحقوه من ضرر بالهوية الوطنية.
كان الأئمة وسيظلون هم الوباء الأعظم الذي أودى بنا إلى حروب لم تنته بعد، وجرنا إلى التهلكة. لقد تسبب الحوثيون وإيران في تدمير بلادنا، وإفقار شعبنا، وقتل الأبرياء من أهلنا، لقد دفعونا بجرمهم وعنصريتهم- عقودًا مديدة- إلى الخلف، وألحقوا بشعبنا ووطننا خسائر فادحة.
إن خلاصة وثمرة تجارب شعبنا التاريخية وإنجازاته الحضارية الممتدة قرونًا من الزمن، لم تكن على صلة البتة بتاريخ الأئمة وظهورهم في اليمن، فقد عاش الأئمة في صراع مع اليمنيين، أو في صراع فيما بينهم باليمنيين، بلادنا العظيمة اليمن لا تستقر ولا تنمو ولا تزدهر في ظل حاكم يدعي الحكم بأمر الله.. لا سبيل لحكم اليمن موحدًا إلا في ظل الجمهورية، والذهاب نحو دولة مدنية.
ها نحن اليوم نمر بلحظة تاريخية حاسمة، وفارقة، لا خيار فيها أمام القوى الوطنية سوى المضي بصبر وعناد لهزيمة الانقلاب الحوثي، والعودة إلى المرجعيات الثلاث، وفي أساسها مخرجات الحوار الوطني، كقواعد منهجية للحفاظ على وطن سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم، قاوم شعبنا خرافة الإمامة، وقاوم دعاتها، فهو شعب يعشق الحرية، ولا يرى في الحوثيين سوى نسخة محدَّثة من العبودية.
نقول للذين يلوكون عن جهل وغباء شعارات العدو: أنتم تقاتلون ضد الجمهورية، وبعبارة أخرى نقول لهم: أنتم تقاتلون ضدًا عن حقكم في حياة حرة وكريمة، وبوقوفكم إلى جانب الحوثيين إنما تقفون ضد وحدة بلدكم، أعظم أهداف شعبنا وأنبلها، تذكروا أن الوحدة إنما تحققت بين نظامين جمهوريين، فلا تسقطوا الجمهورية في صنعاء حتى لا تسقط الوحدة في اليمن، وتتحملون وزر هذا الفعل المشين.
إننا بقدر إصرارنا على الدفاع عن الوحدة، وعن الجمهورية وعن الشرعية التي يمثلها الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ، وتأييدنا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، فإننا بذات القدر ندعم جهود السلام التي تقودها المملكة، وكذا جهود المجتمع الدولي، سلام يستند إلى مرجعياته الثلاث، قبل أن يتحول إلى استسلام.
تحية لأبطالنا في القوات المسلحة، والمقاومة الوطنية القبلية والشعبية، الذين يذودون عن حياض الوطن اليمني الحر، نحيي بكل فخر واعتزاز صمود مأرب، وثبات أهلها، وقيادتها، وصمود كل المقاتلين في كل جبهات القتال ومواقع الشرف. الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والنصر لنا بإذن الله.