2015-03-27 الساعة 09:29م
هذه هي المملكة العربية السعودية في المواقف المصيرية, لا تساوم على أمن الخليج مهما كانت التضحيات كبيرة, ولها في هذا الشأن تاريخ يشهد لخياراتها, ولذلك حين اتت عاصفة الحزم بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتحرير اليمن من طاعون الانقلاب الحوثي الذي أخذ ينتشر بجسد تلك الدولة, قابلتها عواصف التأييد الدولي والاسلامي والعربي, لادراك العالم ان هذه المنطقة لا تحتمل المغامرات من اي نوع كانت.
ومثلما كتب التاريخ للمغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز موقفه المشرف من الاصرار على دحر غزو صدام حسين للكويت بمشاركة دولية ساندت الحق ضد العدوان, وكما تصدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز, رحمه الله, للمحاولات الايرانية لابتلاع البحرين وكانت تلك الوقفة المؤيدة خليجيا في وجه العدوان على هذه المملكة, يقف اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الى جانب اليمن, حكومة شرعية وشعبا, في مواجهة غزو ايراني مقنع بالحوثيين الذين توهموا للحظة انهم اكبر من كل القوى في المنطقة, فراح بعض قادتهم يطلق التهديدات بأن المحطة التالية بعد عدن ستكون مكة المكرمة, لكنه قتل حتى قبل ان يخرج من وكره, لان للبيت رباً يحميه, وهذا الرب هو من امطر ابرهة الحبشي بحجارة من سجيل, وايد اهل الحق في الذود عن بيته العتيق في رفع غمة الجاهلية عنه بدخول رسول الله اليه, ومنذ ذلك التاريخ يسَّر لهذه البقعة المقدسة من الارض من يذود عنها ويحميها ويحمي شعبها ويحفظ استقرارها, بل جعلها تتنعم بكل الأمن والأمان لانها مهوى أفئدة المؤمنين في هذا العالم.
ثلاثة ملوك سعوديين في ربع القرن الاخير كتبوا لهذه الامة سيرة مختلفة عن كل تاريخها القديم, لانهم لم يحموا المملكة وامنها الوطني فقط, بل كانوا يحمون الأمن القومي العربي, خصوصا في هذه المرحلة التي كثر فيها الطامعون, اكان ممن يمنون النفس باقامة دول تشبع غرائز الوحشية المعتملة فيهم, ام اولئك الذين تخيلوا بعد سنوات من الحصار جراء شرورهم التي زرعوها في العديد من الدول العربية انهم يستطيعون احياء امبراطورية ساسانية محاها الزمن منذ قرون.
اليوم في عاصفة الحزم التي اصطفت فيها الدول العربية والاسلامية تدرك ايران جيدا حجمها, وتعرف ان دول الخليج العربية لا تستطيع فقط حماية امنها الداخلي وحدودها, بل هي قادرة على الحسم اقليميا, واذا كانت تركت في الماضي الباب مفتوحا للحوار لانها ليست طالبة حرب انما صانعة سلام, ومن يستطع صناعة السلام يكن مستعدا للحرب لكنه لا يطبل ويزمر في ذلك, انما يعمل بحكمة ويتخذ القرارات الرشيدة ليكون عمله علاجا جذريا للمشكلة.
اليوم وبعد بدء عمليات عاصفة الحزم عاد الامل الى الشعب اليمني ليس بالخلاص من العسف الحوثي, وخطر الحرب الاهلية, انما بوطن ينعم بالهدوء والاستقرار والعمل على بناء دولة تنهي عصر الفوضى.
في هذه الخطوة المباركة فان الامل عاد الى شعوب المنطقة ككل بامكانية الخلاص من طاعون الشر الايراني, وانكفاء نظام الملالي على نفسه ولعق جراح هزيمته التي جلبها لنفسه بتبجحه انه بات يمسك بخناق العالم العربي وممراته البحرية الحيوية, بل ربما ستكتب الاحداث بداية نهاية هذا المشروع التخريبي.