أهم الأخبار
عبدالوهاب طواف

عبدالوهاب طواف

النُطفة الطاهرة:

2022-01-04 الساعة 12:21ص

قيادي حوثي ارسل لي رسالة على تويتر، قال فيها: "أنت نطفة غير طاهرة".
ولذا فحتى شتائمهم لنا نجد من خلالها أن حنين ووشيش العنصرية متأصلا في أعماقهم وأفكارهم وطرائق تفكيرهم، وهي تعكس إيمانهم المطلق أنهم نُطف طاهرة وغيرهم نُطف نجسة.
يعني وشيش البطنين والفخذين والسيد وسيدي والعبيد والشريفة والقنديل والزنبيل والعلم والآل الأطهار، والإصطفاء والكعل المقدسة والبعاسيس الهاشمفارسية، سوائل لزجة نتنة معشعشة في ثقافتهم العنصرية، وفي معتقداتهم الأبليسية، ومتأصلة في كتبهم ومنازلهم وسياراتهم، وزواملهم، وحتى في بردقانهم.
أقول لهذا القيادي الحوتي: لا أراك أنت وغيرك من المسلمين والنصارى واليهود وبقية شعوب الأرض إلا نُطفًا طاهرة، وبشر، أكرمهم الله بالعقل، ولكن الطهارة والنجاسة والتسامح والعنصرية، سلوك يتلبس الإنسان بعد مولده، جراء تربيته في المنزل والمسجد والمدرسة، والمجتمع المُحيط.
أنت: خُلقت من نطفة طاهرة، ولكن تربيتك عنصرية، فقد رضعت ثقافة التميز والتعالي والقداسة والنخيط والبزيط والهنجمة على الآخرين، منذ طفولتك، ووجدت من يلقنك بإنك خُلقت سيد وغيرك هم عبيد لك، وأمك شريفة، وأمهات الآخرين إماء وخادمات لها. واقنعوك انك خُلقت شريف، وغيرك وضيع، وحذروك أن لا تتزوج إلا بشريفة طاهرة، ولا تجلس إلا رأس المكان، ولا تأكل إلا من أعلى السفرة، ولا تركب إلا قدام مش في الخانة أو في الصندوق، ولا تلبس زي الآخرين، ولا تخالط عيال السوق ( بقية الناس) ولا تتسمى إلا بإسماء محددة، وحذروك من أسم أبوبكر أو عمر، وقالوا لك لاتنسى أن تكتب أمام اسمك السيد، وامام اسم امك الشريفة، حتى في كشوفات الصدقات والتبرعات، وأنتبه لا تلبس زي الآخرين، ألبس لك توزة، وجنبية مختلفة عن بقية اليمنيين، وملابسك لازم تكون متميزة عن الرعاع، وبألوان خضراء، ولا تستمع إلا لإناشيد وأغاني وزوامل تمجد بني هاشم، ولازم تظل تذكر الناس بقصص علي وكيف انه سيد الخلق، وولديه سيدا شباب الجنة، وأمه الزهراء سيدة نساء الجنة، والحسين سيد الشهداء، مع أن النبي قال الناس سواسية كأسنان المشط، وقال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها، ولم يقول السيدة فاطمة. وقال النبي لإعرابي" هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد" وكان المصطفى لا يعتريه كِبرو ولا بطر، وعاش كواحد من المسلمين، وهو رسل الله وخاتم المرسلين.
وبهذه المعتقدات الابليسية تتربى في بيئة مظلمة من الخزعبلات والأساطير الشيطانية، وعندما تصل إلى سن الشباب، تجد الناس ينظرون إليك كضفعة نتنة مُنتة، تؤذي مشاعرهم، وتجرح خياشيمهم، بينما تعتقد أنك كتلة من الطيب والعنبر والعود، تمشي على الأرض.
على كلًا:
كل الناس سواسية، ومن نادى بغير ذلك، أو شعرتوا من تصرفاته بتميز وقداسة، أجلدوه بالصنادل, القديمة، مش الجديدة، وطلعوه فوق الصندوق.
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص