قناعتي أن الاِختلافات بين الناس قوة وليست ضعف، وقد خلق الله الكون بنظام دقيق، وبنواميس وقوانين تعتمد على المتضادات كالليل والنهار والبرد والحر والنور والظلام والخير والشر، والسماء والأرض والأبيض والأسود، وعلى التعدد والاِختلاف بين البشر.
في يمننا الحبيب، تعتبر الاِختلافات نعمة ومزية من الله لنا، فلدينا السهل والجبل، والبحر والصحراء والجنوب والشمال، ولدينا تعدد مناخ، واِختلاف ثقافات ولهجات وأهازيج وأطعمة وأزياء وغير ذلك.
كما كان لدينا في السابق تعدد ديني؛ إسلام ويهودية ومسيحية، ومذاهب متعددة، وهذا التعدد من أُسس الحياة، فاللون الواحد لا يستقيم مع الحياة، وهو الاستثناء.
للأسف لدينا قناعات مغلوطة، أننا يجب أن نكون كلنا في دين واحد وفي مذهب واحد وفي حزب واحد وعلى قناعة واحدة، وبعقلية واحدة، وبلهجة واحدة وبلبس موحد، ومن ذهب خلاف ذلك، امتهناه وسخرنا منه وحاربناه، مما دفع البعض إلى استخدام القوة والعنف، لفرض معتقداته وقناعاته على الأخرين، وهذا ما تعاني منه بلادنا، وسبب رئيس في اِستمرار وتعدد الصراعات.
لسنا ضد الهاشميين كأُسر وعرق، فهم أخوتنا وأهلنا، ولكننا نناضل ضد تحويل نسبهم إلى نسب سياسي عنصري، يُستخدم لاضطهاد الآخرين ونهب مالهم، بمبررات يدعون أنها دينية، وأنهم افضل الناس، ولهم الحق بتملك رقابهم والتسيد عليهم.
أرى في التوزة؛ التي يتزين بها الهاشمي في اليمن أرث ثقافي يمني جميل، وجب المحافظة عليه، وهذا يأتي من ضمن الاِختلافات التي يتميز بها اليمن، كالثوب والمعوز والبنطلون وغيرها، ولكن للأسف بدأت الحوثية تُجرف السلم الاجتماعي بتحويل الاِختلافات إلى خلافات بين الناس، ويعمدون إلى تحويل أزيائهم وملبوساتهم ومذهبهم ونسبهم وأشعارهم وأهازيجهم وزواملهم وقناعاتهم إلى عناصر عنصرية، يجلدون بها الناس، ويتمازيون بها عن بقية أبناء اليمن، ويفخخون به البلاد، ويلغمون بها السكينة والتعايش، ويستدعون بها الأحقاد والنعرات الطائفية والجاهلية، وهنا تأتي الخطورة، الخطورة عليهم في المقدمة ثم على السلم والتعايش الاجتماعي.
نسأل الله السلم والسلامة والطمأنينة لشعبنا اليمني الكريم.
نقلًا عن موقع ماز برس: