أهم الأخبار
سلمان المقرمي

سلمان المقرمي

الحروب القبلية والمصلحة الحوثية

2022-07-09 الساعة 12:36ص

 قبيل إسقاط الجمهورية بيد إيران عبر الحوثي، عمل الجهاز الإعلامي للانقلابيين على رسم صورة مشرقة لهم تخفي عتمتهم في أذهان السكان خاصة بين القبائل. 

كان أحد أهم الصور التي قدمها الحوثي لنفسه بين أبناء القبائل أنه قوة حديدية وعادلة بنفس الوقت وقادر على قهر أكبر المجرمين أو الخصوم. 

رغم أن الحوثي هو نتاج عالم الجريمة وجريمة بحد ذاته، إلا أن الصراعات السياسية والقبلية والمناطقية بين قوى المجتمع اليمني ارتضته طوعا وكرها حكما فيما بينها، وتنازلت عن كل ما لديها من حقوق ومصالح وقيم نكاية بخصومها وفق قاعدة "علي وعلى أعدائي". 

ما سبق كان صحيحا قبل سبع سنوات، كان الصراع بين المؤتمر والإصلاح على أشده، لين صالح وهادي، بين قوى الثورة السلمية وقوى السلطة الحاكمة، بين فصائل الجيش وبين القبائل والقادة ومؤسسات الدولة في عدة مستويات، من جدار الصراعات هذه تسلل الحوثي لحظة استهانة الجميع به وبمشروعه وقوته، حتى أجهز على جميع خصومه بمن فيهم من ظن أنه حليف له. 

دار الزمان دورته بسرعة هائلة، صار الحوثي نفسه مشكلة عويصة على حلفائه، يسوم الناس سوء العذاب على طريقة فرعون ويدعى أن سياسته هي سبيل الرشاد. 

يفرض الجرع على الوقود عمدا وعدوانا ويقول إنها لصالح السكان، يرفع أسعار السلع ويقطع المرتبات، ويدمر المؤسسات، ويرهق الشعب بالضرائب والجبايات. 

انتهت كل مبررات العلاقة بين الجماعة والقبائل الموالية له حتى فقد من وجهة نظر القبيلة مشروعيته الدينية التي استند عليها في حروبه التي دمرت اليمن. 

قالت قبائل الشرفين في حجة في رسالة إلى عبد الملك الحوثي إن جماعته أذلت بنيها وكسرت ظهورهم بجباياتها، ورمت بهم في قارعة البطالة والفقر، وتساءلت القبيلة في الرسالة الموجهة إلى عبد الملك الحوثي: إنك تزعم أنك ابن الرسول ودولتك دينية فلم تفرض الضرائب المرهقة علينا؟. 

إذن وصلت القبيلة الموالية للحوثي إلى نهاية العلاقة مع الجماعة وقريبا تبدأ مرحلة المعارضة والنزاع. 

في عمران شمال صنعاء باتت المعارك شبه أسبوعية بين القبائل إما ضد الحوثي كمعارك عيال سريح، أو بين قبائل موالية للحوثي وأخرى معارضة كالحرب بين سفيان وذو محمد، أو بين قيادات موالية للحوثي بدأت تفقد مصالحها وتعتدي بعضها على بعض كالقتال الذي اندلع في رمضان الفائت في أسواق ريدة بين قيادات حوثية من صعدة وأخرى من عمران. 

في الجوف بدأت القبائل تنقض على مليشيا الحوثي في القرى ومراكز المديريات البعيدة وتقتل رجالها وتصيب رجالها وتعطب آلياتها. 

في مؤشر على بدء مرحلة جديدة من العلاقة بينهما أشبه بمرحلة الاستنزاف على جميع المستويات تقريباً. 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص