2023-01-17 الساعة 07:31م
من يحتكر الزي اليمني في شكل أو لون أو نوع معين أو منطقة بعينها، فهو مغيب عن الثقافة اليمنية، بعيد عن واقع الإنسان اليمني.
الزي اليمني متنوع تنوع الثقافة والبيئة والطقوس اليمنية، فلكل منطقة في اليمن زي ولهجة وطقوس تتخذ خصوصيتها من المنطقة والبيئة التي تمثلها وتعكس هويتها ، فهوية التهامي غير الصنعاني وكذلك التعزي والحضرمي غير السقطري، والماربي غير الشبواني وهكذا دوليك.
#الهوية_اليمنية ليست قالبا مجردا من الحياة.
الهوية اليمنية هي رهين ذلك اليمني الجائع الذي لم يجد قوت يومه.
الهوية اليمنية هي وجه المشرد الذي لم يجد له وطنًا آمنا مستقرا.
الهوية اليمنية هي معاناة ذلك اليمني الذي فقد راتبه.
فتشوا عن الهوية اليمنية في الإنسان اليمني حضارة ومعاناة، ستجدونها في ملامح المشرد والنازح والفقير والمحتاج والضعيف الذي لا يجد قوت يومه وليلته.
ستجدونها في طموح الأستاذ الجامعي الذي تمحور في إيجاد راتب يخفي به وجع وطأة الحاجة، وشهادة المتخرج الذي ملأه اليأس ولم يجد عملا، وعمل العاطل الذي يحلم بحياة كريمة.
الهوية اليمنية هي التي قال عنها البردوني:
عرفته يمنيا في تلفته
خوف وعيناه تاريخ من الرمد
من خضرة القات في عينيه أسئلة
صُفرٌ تبوح كعود نصف متقدِ
رأيت نخل المكلا في ملامحه
شميت عنب الحشا في جيده الغيِدِ
من أين يا ابني؟ ولا يرنو وأسأله
أدنو قليلاً: صباح الخير ياولدي
ضميته ملء صدري إنه وطني
يبقى اشتياقي وذوبي الآن يا كبدي
الهوية اليمنية ليست مجرد شكل، وإنما هي ثقافة وحضارة وأخلاق، وتاريخ، هي الإنسان بمضمراته الحياتية انتماء وطموحا ومعاناة.
أما التفاخر بالجانب الشكلي مفرغا من محتواه الإنساني، فلا يمثل سوى ضحالة في الفكر، ويدل على انتكاسة حقيقية في الفهم الحضاري والفكري والمجتمعي.