أهم الأخبار
علي العمراني

علي العمراني

رسالة إلى عبد الملك الحوثي

2015-03-31 الساعة 12:33م

الأخ السيد عبد الملك الحوثي..

تحية السلام وبعد :

قاتل أخوك حسين رحمه الله حتى الموت .. قتل حينها في معقله وبالقرب من مسقط رأسه، ولم يكن قد توسع في اليمن ... على النحو الذي يحدث الآن ...

كثيرون حينذاك عذروه بل تعاطفوا معه كثيرا ... وهناك من حسبه قتل ظلما.. وقد يكون كذلك بالفعل، فيما لو أنه لم يكن في حسبانه التوسع والتحكم والهيمنة مثلما أنتم تفعلون اليوم ...

كان أخوك رحمه الله زميلا لي في مجلس النواب ولم أتمكن من التعرف عليه كصديق .. غير أن الزميل العزيز المرحوم عبد الكريم جدبان طالما حدثني عنه بعد وفاته بإعجاب كبير.. وتمنينا معا فيما لو سلمه الله، ربما كان التفاهم معه ممكنا ، وربما كان بوسعه مراجعة أشياء كثيرة وكبح الجموح، ولما وصلت الأمور إلى هذا الحد المدمر ...

بعد وفاة حسين، قال لي زميل كان عضوا في إحدى اللجان البرلمانية الخاصة بصعدة، ولعله عرفك عن قرب : عبد الملك مسيس وهو أذكى من حسين، لكن لديه أتباع متحمسين ...!

أشعر الآن أن رأي زميلي فيك على المحك ..وأرجو أن يكون رأيه فيك صحيحا .. بل أتمني أن تفوق كثيرا عما قال..! فلعل ذلك يوقف ماسأة اليمن عند هذا الحد..

في الحروب السابقة لعلك واجهت خصوما على قدر كاف من البلادة واتباع متشددين ، فتحقق لك الكثير الذي لم يكن في حسبان أحد، بما في ذلك حسبان أخيك المؤسس..لكن اليمن خسرت كثيرا في كل ميدان..

منذ اتجهتم نحو صنعاء وعدن مرورا بدماج وعمران طغت عليكم سمة الطامحين في الهيمنة والطامعين في السيطرة والراغبين في التفرد وأخذ ما هو لكم وما ليس لكم.

نسجتم تحالفا خطيرا مع دولة إيران التي يرى بعض قادتها ويصرحون أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من إعادة أمجاد فارس وتحقيق بسط نفوذهم الإمبراطوي الجديد ، مباشرة وعن طريق حلفاء وأذرع وأتباع..

كان متوقعا أن يكون لعربدة إيران في المنطقة ردة فعل، ما ..ويبدو أن العرب لم يموتوا بعد .. وإن كانوا ليسوا بمستوى ما يجب إلى حد الآن ..

لم يكن يرغب أحد أن تسفك قطرة دم واحدة أو يهدم منزل واحد أو تدمر آلة واحدة منذ بدأتم القتال قبل سنين ، فما بالك أن تتم اليوم المواجهة المباشرة بين مشروع الهيمنةالإيرانية، ومخاوف العرب من مخاطر تلك الهيمنة وتبعاتها ، على أرض اليمن الحبيب...

ولعلها البداية.. قد تكون هناك جولات أخرى في مناطق عربية أخرى، إذا لم يتعقل قادة إيران..

تستطيع الآن أن تقول كلاما كثيرا ويقول خصومك مايفنده، لكني أجزم أن التاريخ سيحملك أنت النصيب الأكبر من المسؤولية إن لم يحملك تبعات كلما يحدث الآن على أرض اليمن وما يعانيه أبناؤها من دمار وشتات...

ولو بادرت وتنازلت فقد يتغير مجرى التاريخ وقد تحجز لنفسك مكانا فيه لائقا تحبه ..

الفأس في الرأس الآن نعم .. لكنه لعله ليس غائرا إلى الحد الذي يجعل نزعه بمهارة فائقة غير ممكن. مع الحفاظ علي الجسد اليمني حيا، يعيش ويتعافى ..

إذا أخذنا الآن ما قيل عن كونك مسيسا وذكيا بعين الإعتبار، فلنا أن نبقى على أمل .. أما إذا كان المنهج الذي تمضي عليه يقوم على أساس فكرة القتال حتى النهاية، والمواجهة حتى الموت والشهادة، فسلام الله على اليمن وأهلها .. ولا حول إلا بالله..وأرجح أن مشروعكم لن يوفق في النهاية..وسيقول التاريخ : إنك المسؤول عن مأساة تاريخية مروعة حلت باليمن في هذا الزمن ..

وتذكر ما خصك به الحبيب علي زين العابدين الجفري..حيث طالبك ذلك السيد النابه النبيل بالتنازل من أجل الله والوطن والشعب..

ودعني أقول : من حق أي منكم الوصول إلى أي منصب في قيادة الدولة في أي وقت حسب الجدارة وقناعة الناس ولكن بسلام .. وليس عن طريق الفتوحات والدمار والموت ... الولاية في هذا الزمن تأتي عن طريق خدمة الناس فقط، مثلما يفعل قادة العالم في دنيا اليوم كلها تقريبا...

كم من دم يسفك منذ أكثر من عشر سنوات .. على ماذا...؟ أقول هذا، وأنا وغيري كثيرون، لم نقتنع يوما بسفك قطرة دم واحدة في سبيل الوصول لأي منصب كان .. فلما ذا أنتم تفعلون...؟

لعلك كيس بما فيه الكفاية وبما يجنب اليمن ويلات ومآسي إضافية .. أرجو أن لا أكون ويكون زميلي البرلماني الذي التقاك منذ زمن على خطأ.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص