2023-12-28 الساعة 01:01ص
تعزز مشاركة المرأة في عمليات بناء السلام من قدرة صانعي السلام؛ نظرا لكونها تعكس الواقع الاجتماعي أثناء وبعد فترة النزاع، والاكثر اطلاعا على الاحتياجات الملحة التي تطرحها ظروف الحياة غير المستقرة في ظل المعاناة التي تفرضها الحرب؛ ومن ثم تُطرح مسألة إدراج النساء في عمليات بناء السلام وتمكينهن ، من المشاركة في المفاوضات لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية والمساواة، والتمكن من الوصول إلى نتائج وأهداف تمس الاحتياجات الفعلية المطروحة من قلب الواقع المعاش.
ويُمكن للمرأة المشاركة في العملية السلمية بعدة بطرق؛ منها التمثيل المباشر على طاولة المفاوضات، أو ضمن فريق الوساطة في المشاورات والرقابة وإدارة الحوارات، كذلك عبر ورش العمل واللجان الشاملة، أو ضمن عمليات المناصرة المنظمة والحشد الجماهيري؛ وهذا لضمان حضورها في جميع مراحل عملية المفاوضات )أي قبلها وأثناءها وبعدها( خلال عملية تنفيذ الاتفاق .
وتلعب النساء أدوارا مهمة خلال فترة النزاع؛ وذلك باعتبار الوظائف المتعددة التي تشغلها في المجتمع؛ حيث تعتبر العنصر الأهم الذي يحمي منظومة التماسك الأسري والاجتماعي خلال فترة النزاع والحرب ، وتتمثل الأدوار المتعددة التي قد تشغلها المرأة خلال فترة الحرب ، وأهمية مشاركة النساء في العمليات السلمية والترتيبات الأمنية ، من خلال مشاركة النساء في مفاوضات بناء السلام يمكن تحقيق سلام أكثر استدامة وشمول وتطلعات شرائح أوسع من المجتمع.
وتبدأ مساهمة المرأة في عملية بناء السلام من الدائرة الضيقة أي العائلة لتشمل الدائرة الموسعة المجتمع، ويعد إثبات أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة محوريا بغض النظر عن كونها ضحية حرب- لكن كشريك فاعل يمتلك تطلعات رؤى ومصالح ، بالإضافة لتمثيل النساء في المنتديات الدولية ومؤتمرات السلام؛ لتمكينهن من طرح قضايا المرأة واحتياجاتها وتطلعاتها ، كتأكيد ضمان لتنفيذ اعتبارات وقرارات مراعاة النوع الاجتماعي، ومشاركتهن في الشأن العام، وانخراطهن كشركاء في منظومة بناء السلام، وضمان مشاركة المرأة في العمليات السياسية، وهياكل اتفاقيات السلام ، وضمان إدراج جدول أعمال المرأة في اتفاق السلام النهائي.