2024-07-02 الساعة 05:43م
درجت الأمة كلها، على الصلاة الإبراهيمية، على مدى أكثر من ١٤٠٠ عام، من غير حساسية ولا عُقد. ولا يعقل أن أمرا كهذا تواطأت الأمة عليه، خلفا عن سلف، بين وجوب واستحباب، يكون بسبب اتجاه الشافعي (الهاشمي)، وتلميذه ابن حنبل!!! ولا أدري أية لغة علمية هذه، التي تتعامل مع مسائل علمية، وخاصة حين تبلغ درجة اللمز لقامات سامقة بحجم مثل أولئك الأئمة، بل تنزلق إلى توصيف الخلاف، على ذلك النحو، على نحو من الدخو ل في النيات، لتقع - وإن من حيث لم تقصد- في مشايعة خطاب الحداثوية العلمانية ، وما يسمى بالقراءات المعاصرة، الجاحدة للدين من أساسه!
لقد بلغ بعض الجامحين منا - وبعضهم من الذين صكٍوا أسماعنا ليل نهار بالابتعاد عن خطاب التكفير والتضليل- بتكفير جماعي للأمة كلها، جملة وتفصيلا، في مسألة فقهية كهذه، لأنها بإصرارها على صلاتها الإبراهيمية المعهودة؛ وقعت في الشرك والانحراف والضلال!! هكذا مع الأسف! وتلك مآلات ردود الأفعال، خاصة حين تجمح وتطيش.
ولذلك فبدلا من تشكيك الأجيال بما استقرت عليه الأمة خلفا عن سلف، من تلك الصلاة؛ لنتجه جميعا لمقاومة العدو الحقيقي العنصري المقيت، تحت أي عنوان تدثر، بأساليب تربوية حكيمة، وأسلحة علمية فتاكة، لكن ليس من بينها حرف البوصلة إلى مواجهة الذات، وتحويل المعركة إلى احتراب داخلي، ليتمدد العنصريون، أكثر وأكثر، على حين ننشغل بمعاركنا الفقهية الداخلية المفتعلة، حيث غاية مافيها ذلك الخلاف بين الوجوب والاستحباب، دون الإنكار والجحود، ناهيك عن اللمز والتضليل بل التكفير، من البعض، كآخر " ورطة" في هذا الجدل المؤسف!
والله نسأل الرشد والهداية للجميع.