2024-09-21 الساعة 04:53م
تخشى الحوثية أن يخرج مواطن إلى الشارع رافعًا علم اليمن. في الواقع تصاب هذه المليشيا بالرعب من خروج مواطنين رافعين علم بلادهم في الشوارع حتى وإن كانوا صامتين؛ فقط يبتسمون.
في هذا الفعل، وهذه الابتسامات، دلالة احتفائية تعبر عن توق هؤلاء الناس إلى دولة حقيقية جامعة تحميهم وترعى مصالحهم.
هل تتذكرون ما حدث العام الفائت
حاولت الحوثية قمع مواطنين في صنعاء يوم ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣ لأنهم رفعوا أعلام الجمهورية اليمنية احتفاءً بذكرى ٢٦ سبتمبر، فكان الرد، اليوم التالي، خروج العديد من المواطنين فرحين بمزيد من الأعلام شبابًا وأطفالًا؛ نساءًا وشيوخًا، والرسالة أوضح ما تكون يمن الجمهورية لا يمكن أن يعود إلى العهد السلالي البائد.
ثمة رغبة جامحة لدى الكثير من اليمنيين في الانعتاق من أي وكل سلطة تضع مصالح الشعب في مؤخرة اهتماماتها أو تحت نعالها؛ فمعظم مواقع التواصل الاجتماعي شهدت ما يدل على هذه الرغبة الجامحة خصوصًا في ظل واقع إنساني صادم ومُحبط تزداد معه معاناة الناس جاعلة حياتهم لا تطاق.
حسنًا.. هل تتذكرون حصيلة ما حدث خلال السنوات العشر الفائتة منذ أن انقلبت المليشيا الحوثية على الدولة بقوة السلاح في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤؟
راحت الحوثية تعمل على تطييف سلالي خطير في النسيج المجتمعي في اليمن على نحو غير مسبوق كاشفة عن الوجه الحقيقي لها بوصفها مليشيا دينية مسلحة قامعة لحريات الناس وباطشة بهم ولا يهمها غير إقامة دولتها الثيوقراطية الخاصة بها وفق نظام ولاية الفقيه.
وهذه السياسة التي تعمل المليشيا الحوثية على ترسيخها في المجتمع إنما تهدف إلى بث الرعب في صفوف العامة خصوصًا من لا يدينون لها بالولاء والطاعة؛ حتى لا يكون هناك رد فعل مقاوم لهذه السياسة وتداعياتها، ورافضة لها.
إنَّ مواجهة كل ما تقوم به الحوثية، عوضًا عن البكاء على الأطلال، وردعها وفق إجراءات حقيقية وجادة، أمر لازم لا مفر منه؛ وكلما مضى الوقت على رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس وأعضاء الحكومة دون حسم المواجهة الوطنية المصيرية الحتمية مع المليشيا الحوثية، بات استعادة الدولة أصعب وأعقد من أي وقت مضى وقد صرنا نقترب من الربع الأخير للعام ٢٠٢٤.
* (المصدر أونلاين)